كتب – روماني صبري
لطالما ارتبط اسم آل كابوني بعالم الجريمة في أمريكا، وكان الرجل واحدا من أشهر واخطر زعماء "المافيا" في العالم، خلال 10 سنوات فقط من العمل قدرت ثروته بـ 1.5 مليار دولار، سيطر على عالم الجريمة بعدما اقترح عليه رجل العصابات جوني توريو، الانضمام لأكبر عصابة في شيكاغو.

مذبحته البشعة
يذكر التاريخ أن آل كابوني قام بأبشع  مذابح العصابات في البلاد وهي "مذبحة يوم القديس فالنتين"، حتى ينهي حياة رئيس عصابة الجانب الشمالي بغز موران، وكان موران آخر الناجين من مسلحي الجانب الشمالي، وقد كانت خلافته قد انتهت بسبب مقتل أسلافه فينسنت دروتشي وهيمي وايس في أعمال العنف التي أعقبت مقتل الزعيم الأصلي دين أوبانون، وشهد الخميس 14 فبراير عام 1929 تنفيذ المذبحة بإشارة من كابوني، حيث بدأ رجال المراقبة المسلحين والمتنكرين في زي الشرطة الغارة، وبأمر من رجال الشرطة المزيفين اصطف الضحايا السبعة على طول جدار من دون صراع ،وقتل الضحايا السبعة في إطلاق النار بالرشاشات والمسدسات وأصيب كل منهم بخمس عشرة إلى عشرين أو أكثر من الرصاص، هزت صور المجزرة العالم، مما دفع قوة تنفيذ القانون الفيدرالية لزيادة التركيز على التحقيق في أنشطته.

سيء السمعة
اسمه بالكامل آلفونس غابرييل كابوني، واختصاره "آل كابوني"، من مواليد 17 يناير عام 1899 في بروكلين نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، كان والده يعمل حلاقا وكانت والدته تعمل بالخياطة وكلاهما ولدا في بلدة أنغري، في مقاطعة ساليرنو الإيطالية، يشتهر كذلك باسم (سكارفيس)، كان رجل أعمال وعضو في عصابة أميركية، سمعة آل كابوني كانت سيئة في زمن حظر الكحوليات في الولايات المتحدة بصفته المؤسس المشارك ورئيس مافيا شيكاغو، عندما بلغ الـ33 عاما انتهت قيادته للجريمة.

العمل بالدعارة
في البداية ال كابوني ذو الأصول ايطالية ، كان أحد أعضاء عصابة، وأصبح حارسا لأماكن الجريمة المنظمة مثل بيوت الدعارة، في بداية عشرينيات عمره انتقل إلى شيكاغو وأصبح حارسا شخصيا وصديقا مقربا لرئيس النقابة الإجرامية جوني توريو التي كانت جماعته تنتج الكحول بشكل غير قانوني وكان تحت حماية الاتحاد الصقلي، كان الخلاف مع عصابة الجانب الشمالي دور أساسي في صعود آل كابوني وسقوطه، قدم توريو تقاعده بعد أن كاد أن يقتل من قبل مسلحي الجانب الشمالي، وأعطيت القيادة من بعده إلى آل كابوني، وسع آل كابوني نشاطه في تجارة الخمور من خلال وسائل العنف المتزايدة، وكانت علاقاته الناجحة مع العمدة ويليام هيل ثومبسون وشرطة المدينة تعني أنه أصبح في مأمن ولن يتم تطبيق القانون عليه.

العدو العام
نجح آل كابوني في خطف الأنظار، وهذا ما أكدته هتافات المتفرجين عندما ظهر في ألعاب الكرة، وقد قدم تبرعات إلى جمعيات خيرية مختلفة فاعتبره الكثيرون "روبن هود العصر الحديث"، ومع ذلك، فقد تضررت صورة شيكاغو وكابون بسبب مذبحة يوم القديس فالنتين، التي قتل فيها سبعة من عصابة منافسة في وضح النهار، ومما أدى إلى مطالبة عدد من المواطنين المؤثرين من الحكومة والصحف بأن تطلق على آل كابوني عبارة "العدو العام رقم 1".

زواج وسط عالمه الإجرامي
قرر آل كابوني الزواج من ماي جوزفين كوغلين في 30 ديسمبر 1918 وهو في سن التاسعة عشرة، وقد كانت أيرلندية كاثوليكية، وأنجبا ألبرت فرانسيس كابوني الملقب بـ"سوني"، كان آل كابوني وقتها دون سن 21، وكان على والديه أن يوافقا خطيا على هذا الزواج، وكانا سعيدين بزواجهما رغم أنشطته الإجرامية.

السجن والوفاة
في عام 1931 واجه تهم التهرب الضريبي وسجن، والتهرب الضريبي حينذاك كان جريمة فيدرالية، وكان الادعاء إستراتيجية جديدة، وخلال القضية التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، أعلن القاضي الحكم بعد أن اعترف آل كابوني بدخله وضرائبه الغير المدفوعة، وحكم عليه بالسجن مدة 11 عاما في السجن الاتحادي، بعد الإدانة، وعززت المحكمة العليا أسس الاستئناف بحكم من قبل المحكمة العليا، لكن فشل الاستئناف في النهاية.

 ضج وجه بعلامات خرف الزهري العصبي في بداية عقوبته وبدأت عليه علامات الوهن بشكل متزايد قبل إطلاق سراحه بعد 8 سنوات، وشهد يوم 25 يناير عام 1947 رحيل ال كابوني على اثر أزمة قلبية حادة.