طارق الشناوي
هل من الممكن أن نصدق كل هذه الاتهامات التى وجهت تصريحا أو تلميحا إلى وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف؟.

فى حياته كثيرا ما كنا نتابع اسمه بين قوسين فى قضية انتحار سعاد حسنى، بينما كل الملابسات تؤكد أن سعاد انتحرت، ولا توجد شبهة جنائية إلا فقط فى خيال عشاق سعاد، وأنا بالمناسبة منهم، ولكنى أستطيع أن أضع خطا فاصلا، قناعتى المطلقة أنها ألقت بنفسها من الطابق السادس فى الشقة التى كانت تقيم بها فى لندن، المنتحر قفزًا يحلم بتحرر جسده المعذب ويحيل يديه إلى أجنحة تحلق به للسماء.

بعد رحيل صفوت قرأنا بوست لشقيق عازف الجيتار الراحل عمر خورشيد، ألمح إلى أنه سيتقبل اليوم عزاء شقيقه بعد 40 عاما، وكأن صفوت تم استدعاؤه للخدمة فى آخر زمن أنور السادات لتخطيط عملية الاغتيال، حكايات متعددة أوجدت دافعا يصلح لفيلم سينمائى، ولكن من المستحيل بالنسبة لى تصديقه.

خيال يتجاوز حدود الخيال، ليس فى الأمر أدنى دفاع عن صفوت، ولكن علينا فقط أن نُعمل المنطق، أننا بصدد رجل يعرف دوره جيدا، ويضع كل التفاصيل التى تجعله قريبا من القيادة السياسية منذ زمن أنور السادات، الذى تخلص فى بداية حكمه من كل من لهم علاقة بعبد الناصر، إلا قليلا وصفوت من هذا القليل، تواجد فى البؤرة فى زمن السادات، بل أسند له رئاسة هيئة الاستعلامات خلفا لأحد أهم الساداتيين د. مرسى سعد الدين، والذى كان يحظى بمكانة خاصة أيضا عند السيدة جيهان السادات، بينما السادات كانت تربطه صداقة وطيدة مع شقيقه الصغير بليغ حمدى، وكثيرا ما كان يستدعى بليغ إلى الفيلا لأداء ألحانه ويشاركه أيضا الغناء، كان د. مرسى- كما ذكر لى- دائما ما يتعرض لوشايات تشير إلى كثرة علاقاته النسائية، وهى نقطة ضعفه، وربما أخطأ فى واقعة فتم إقصاؤه، وجاءوا بالرجل المنضبط صفوت الشريف، ما أكده لى د. مرسى أن صفوت لم يلعب أى دور فى الوشاية به، هل قالها لأنها الحقيقة أم خوفا من بطش صفوت؟.

بعد مرور أقل من عامين على تولى مبارك الرئاسة أمسك الشريف بزمام الإعلام ووضع (ماسبيرو) فى المقدمة، يصدر أوامره ولا يجرؤ أحد على المناقشة، ربما باستثناءات قليلة مثل الإعلامية الكبيرة ميرفت رجب، وذلك وفقا لحوارها مع الزميلة سها سعيد الذى وثقته فى كتاب (نجوم ماسبيرو يتحدثون) ذكرت أنها رفضت اعتماد ظهور ثلاث مذيعات على الشاشة، فوجئت بأن صفوت قد أمر بظهورهن، فتقدمت بشكوى للرئيس حسنى مبارك ولرئيس الوزراء كمال الجنزورى وأيضا لصفوت، وجاءتها دعوة لحضور لقاء الرئيس مع الإعلاميين، وطلبت الكلمة فتحدثت عن واقعة المذيعات الثلاث، وعندما جاء دورها فى الترشيح لرئاسة جهاز التليفزيون لم يستطع تجاهلها حتى لا يثير غضب الرئيس، وأعتقد أنه طبقا للعرف السائد رشحها بين ثلاثة، وربما حلت ثالثا فاختارها مبارك، ولم يمكنها صفوت أكثر من سبعة أشهر ليجبرها على التقدم باستقالتها، كتبت بعدها مقالا فى جريدة (الوفد) مقالا أظنه أغضبه عنوانه (رئيسة ما رأستش حاجة). يحسب للسيدة ميرفت رجب أنها قالت لا وفضحت الفساد، بينما فى عز الكلام لاذ الآخرون بالصمت، هذا جانب من ملامح الداهية صفوت الشريف، بينما حكايات سعاد حسنى وعمر خورشيد لعب فيها الخيال دور البطولة، حتى لو كان هناك بصيص من الحقيقة، والحبة صارت قبة ملطخة بالدماء!!

tarekelshinnawi@yahoo.com
نقلا عن المصرى اليوم