بقلم جورج حبيب  ( سيدني-استراليا )
قال لي صديقي انني اذهب الي الكنيسة واحضر القداسات -واردد قانون الايمان مع الشعب ( بالحقيقة نؤمن باله واحد -كما اني اسمع الاب الكاهن يردد طوال القداس عبارة ( الرب مع جميعكم )
 
ولكن يدور في داخلي سؤال ودائما يشغلني-الا وهو اذا كنت اؤمن ان الله موجودا -كما اني اقرا بالانجيل -ان السيد المسيح قال ( ها انا معكم كل الايام والي انقضاء الدهر امين  - ( مت 28 : 20 )    -وكذلك يقول  (نقشتكم علي كف يدي ان نسيت الام رضيعها انا لا انساكم   اش 14 : 49       )
    وهكذا هو يعتني بنا-ولكني اسال لماذا لم يصنع معي الله اية معجزات-او لم يحدث ان لبي لي الله اية طلبات مع انني قد طلبت منه كثيرا ولم يحدث قط ان اعطاني شيئا-مع ان كثيرين غيري يحكون ما حدث معهم من معجزات كثيرة-واسمع منهم تعبيرا يغيظيني ( لو لا ايد ربنا-لولا تدخل ربنا في الموضوع الفلاني) ويحكون كثيرا عن تمجد الله معهم-وعمله معجزات لهم
 
واحيانا اسال - انا لم احضر معجزة اشباع الجموع-ولا معجزة تهدءة البحر-ولا صيد السمك الكثير-كما انني لم اكن من ضمن الواقفين اثناء اقامة ابن ارملة نايين من الموت-وكذلك لم احضر اقامة لعازر-ولا شفاء المفلوج-ولا اية معجزة مما صنعها رب المجد-والشيطان يحاربني ان هذه المعجزات مجرد اوهام-ومن يدعون صنع المعجزات معهم -هي مجرد تخيلات يتخيلونها انها حدثت
 
   وهكذا تابع الصديق الشكوي والانين من عدم صنع الله له اية معجزة لا له ولا لعائلته-وقد اخذته العاطفة فجرت دموعه جارية علي وجنتيه-لعل الله لا يحبني مثلهم-ولا اعلم ماذا افعل تجاه شعوري هذا والذي يؤلمني كثيرا جدا
 
وبعدها سكت برهة ولم اعرف كيف اجيبه عن ما قاله-ولكني قلت له-ليتك ياعزيزي تذكر لي ماذا حدث في يومك الماضي ؟ قال لي وهو مندهشا -حدث العادي-قمت من النوم وزوجتي واولادي وذهبت الي عملي-بعد ان اخذنا طعام الافطار-وقدت سيارتي واديت عملي ورجعت انا وزوجتي واولادي الي منزلنا ثانية -بعد يوم عمل عادي كاي يوم من الايام
 
 وظللت اسمعه الي ان انهي كلامه-بعدها قلت له عزيزي عليك ان تشكر الله علي يومك هذا -الذي تقول عنه انه العادي-تقول انك قمت من النوم-اليست هذه معجزة -كم من اناس لم يقوموا من النوم-او قاموا بمرض ولم يقدروا علي الحركة-تقول قدت سيارتك وكذلك زوجتك ذهابا وايابا-اليست هذه معجزة-اذ كم من اناس عملوا حوادث وان لم يكن خطاهم-اليس عليك ان تشكر علي هذه المعجزة-وعلي الفور وجدته يخبرني عن جاره الذي فقد ابنه الوحيد في حادثة سيارة
قلت له -تقول انك تناولت طعام الافطار-اي ان لديك بمنزلك طعام-كم من كثيرين ليس لديهم طعام-الم تسمع عن المجاعات بافريقيا-او لم تسمع عن من لا يقدرون صحيا علي تناول اية نوع من الطعام-ويعيشون بانابيب موصلة باحسادهم-وقاطعني صديقي قائلا لي قريب علي سرير المرض منذ مدة يعيش علي الانابيب-قلت له لديك طعاما وتقدر ان تاكله -اليست هذه معجزة تستحق الشكر يا عزيزي-ووجدته يضع وجهه في الارض خجلا
 
وبعد دقائق وجدت تليفونه يرن وعلمت ان شقيقته تحدثه من مصر وكيف ان موضوع المنزل الذي يخصة بمصر قد حلت مشكلته والتي كان من المستحيل حلها-ويتطلب حلها الكثير والكثير والذي لا يمكن تحقيقه عن طريق البشر
 
 وكذلك قد تم الحصول علي مبلغا من المال -لم يكن يوما يحلم ان يحصل عليه-او يسترده حتي ولو بالطرق المشروعه
وصمت لاسمعه يقول اشكرك يارب علي معجزاتك معي-لقد كنت اعمي لا اري ما تفعله معي ولاجلي يوميا واعتبره العادي-يا لقصر نظري ونكراني للجميل-وشكواي ان الله يهملني ولا يصنع معي اية معجزه-مع انه يصنع معي الكثير وكل يوما وكل دقيقة-انه قصر النظر-وشكرا لله الذي يحتملني ويحمل نكراني وتذمري-وكيف عشت بهذا الشعور المدمر عمرا-وانا احس بالظلم تارة -واهمال الله لي تارة اخري
 
قلت يا صديقي هذا مرضنا جميعا-ناخذ ونعتبر هذا حقا مكتسبا-ولكن لا نحس بما نحن فيه الا اذا فقدناه-واذا تركنا الله وحدنا
 قلت تعود يا صديقي ان تشكر فالله لا يتركك ابدا-لعل العيب فينا-كالابن الذي يعطيه ابيه كل شيئ-ويردد ماذا فعل لي-كل اب يصنع مع ابنه نفس الشيئ
  قلت لعلك الان تدرك حب الله لك وكم يصنع معك يوميا -بل وكل لحظة-والله هو هو الامس واليوم وغدا-يحب الجميع ويصنع لنا جميعا كل خير