سليمان شفيق
تزامن قداس اول العام مع ذكري الاربعين لشقيقتي د لوسي شفيق
منذ ستين عاما لم احضر قداس اول العام ، كنت اكتفي بقداس العيد

لان سهرة راس السنة كانت لها معني اخر في حياتي ، لم احبها لانها كانت تعني لي الفقد سواء بالزمن او العمر او الاحباء .

لكن هذا العام تحولت الي معني اخر ، الصيام استعدادا للتناول في اليوم التالي ، والنوم مبكرا حتي استيقظ في الخامسة صباحا كون القداس في السادسة والنصف .

الشتاء لا يجد معناة بالمنيا الا في الفجر ، الصقيع يجعل الذكريات ترتعش في ذاكرتي ، كيف انسي او قداس بالمطرانية في مثل ذلك اليوم الاول من العام ، المطرانية اول شارع التجارة من جهة النيل او ما كانت تسمي "موردة الحنش" ، كانت المطرنية تعني الجسر الروحي بين النيل والمدينة حينذاك ، في الصباح الباكر كان نيافة الانبا ساويرس مطران للمنيا قبل ان تقسم الي سبعة ايبارشيات ، وكان القداس يبدا في السادسة وحتي السابعة والنصف صباحا وكان يسمي قداس الموظفين ، وصلت الي المطرانية بعدان قطعت ستين عاما ، وذكريات عالقة بالقلب ، كان الاباء جاورجي وميساك وساويرس يحيط بهم الشمامسة ، والاطفال يغردون كالعصافير حولهم ، صورة نيافة الانبا ارسانيوس تظلل المكان ، تذكرت اول مرة ذهبنا لتهنئتة بعد ان جلس علي كرسي المنيا 1976 وكان معي ابي ، الانبا ارسانيوس كان المهندس وامين الخدمة الامين ،وسط البخور والصلوات وتبادل القراءة دقت الاجراس ودخل نيافة الانبا مكاريوس

راهب من عمق برية شهيت ، قادم الينا من القرن الرابع للقرن الحادي والعشرين يحمل كل روح الاصالة وكل عمق المعاصرة ، فك شفرة المنيا روحيا وتنمويا وأمنيا بشكل غير مسبوق ، راهب الا انك تشعر انة رجل دولة اكثر من أغلب من جلسوا علي كراسي الوزارة ، من "المستوزرين" الاقباط ، يمتلك عقل عالم وقلب فلاح يعلم الفرق بين طوبة وبرمهات ويتحسب الشمس  في بشنس ورياح امشير ،  مثقف ثقافة  تجاوزت ثقافتة العلوم الكنسية والدينية فلقب "أديب الكنيسة،"  لما لةمن القصص مثل : فضية الشكر، وتكوين العادة، وتقديس الحاضر، والاستنارة في حياة الأباء، والحياة الأبدية، ومفتدين الوقت، وخمسة كتب لتفسير بعض الأسفار القانونية.. حملت توقيع "راهب من دير البراموس".   لذلك بعد جلوس قداسة البابا تواضروس الثاني ، في نوفمبر 2011، صارالأنبا مكاريوس مشرفًا على إصدار مجلة الكرازة ، "مكرم عياد"، ترهبن في يوم 5 ديسمبر عام 1978، بأسم كيرلس البراموسي،في 30 يونيو 1988 م، رُسِمَ قسًا، ثم قمصًا في 9 إبريل 2001 م، وعرض عليه مثلث الرحمات، البابا شنودة الثالث ضمن أربعة رهبان لتعمير دير الأنبا أنتوني بصحراء كاليفورنيا، لكنة اعتذر،  جدد البابا شنودة الثالث في عام 2002 م، طلبه من القمص كيرلس البرموسي الإشراف على دير الأنبا أنطونيوس بكاليفورنيا بعد نياحة الأنبا كاراس   عام 2002 م، إلا أن الأنبا أرسانيوس مطران المنيا استأذن البابا لكي يصبح أبونا كيرلس أسقفًا عامًا على المنيا، ووافق البابا على ذلك، على أن يحضر أبونا كيرلس فترة وينضم للسكرتارية البابوية، وهو ما تم بالفعل عام 2003    وتعلم ماكاريوس من كل حكمة البابا شنودة ، لتتم سيامته فيم بعد أسقفا على كنائس المنيا، في 31 مايو عام 2004.   من(2004 وحتي 2019 خمسة عشر عاما من النضال الروحي والثقافي والتنموي ، كراعي ومعلم واب اسقف ، يجلس مع فقراء شعبة علي الارض ، ويفوت علي الارض تصلي وتصبح كنائس ، تحمل مالا يتحملة اسقف خاصة بعد الحرب التي شنها الاخوان علي كنائس مصر والمنيا بعد فض الاعتصامات الارهابية  في رابعة والنهضة ، ونالت المنيا 80% من الخسائر: بلغ عدد الكنائس التي تم حرقها وتدميرها بالكامل (36) كنيسة ومنشأة مسيحية، في حين تم حرق وتدمير(16) كنيسة ومنشأة بشكل متوسط، و(8) بشكل جزئي، كما تم نهب وسلب 4 كنائس ومنشآت مسيحية.   الخسائر بممتلكات الأقباط الخاصة بلغت (421)، كما جرح وأصيب وقتل العشرات.

اخترقت كلماته الكمامات ، ووصلت الي القلوب ، والتفت الرعية حولة ، الكبار يطلبون البركة ، والصغاريداعبونة ويجلس معهم في حوار البراءة علي درج المطرانية ، خادم وليس اسقف بل اسقف خادم ، تقبل معنا عزاء اختي ، كل ابناء المنيا يعتبرونة ابو العائلة ، ضاعف الخدمات والكنائس والمؤسسات الي عشرة امثالها ، ولذلك حينما تقسم الايبارشية التي امتدت شمالا وجنوبا شرقا وغربا بصلواتة وخدماتة وبركات اصحاب القداسة البابا شنودة والبابا تواضروس ونيافة الانبا ارسانيوس فهذا يعني انه ليس تقسيم بل تحول الايبارشية بفضل المسيح وفضلة الي ثلاثة ايبارشيات موحدين بالروح مقسمين بالجغرافيا .

كل سنة وانتم طيبين وشكرا للنبا مكاريوس والاباء جاورجي وساويرس وميساك ، ورحم الله اختي د لوسي.