كتب – روماني صبري

قال الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، والمنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية، ردا على سؤال :" هل حققت الثورة التونسية شيئا يصب في مصلحة الشعب؟، بان القضية الأساسية في مفهوم الثورة عند كثير من الناس للأسف الشديد، أنها لحظة للمرور من الظلام إلى النور وهذا ليس صحيحا، فالثورة ليست هكذا."

مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "بي بي سي عربية"، الثورة منعطف في تاريخ الشعب، والذي يحدث دائما في الثورات هو تغيير وجهة المجتمع في علاقاته مع الدولة، والثورة بداية مشروع سياسي وليست النهاية، وهذا المشروع قد يستغرق عقودا في بعض الأحيان."

وتابع :" تم إلغاء العبودية في أمريكا، جراء ثورة، وهل بين عشية وضحاها تحققت كل أحلام العبيد ونالوا الحرية والمساواة؟، بالطبع لا، حيث استغرق ذلك قرن ونصف، وفي النهاية رأينا اسود يفوز بالانتخابات الرئاسية في أمريكا – باراك اوباما-."

"10 سنوات على الثورة التونسية، والدولة لازالت تفتقد الاستقرار، والشعب يعاني يوميا من الصعوبات الاقتصادية، والاجتماعية، والآمال باتت وإنها سراب، حتى قال البعض لو عادت الأيام لما اشتركنا في هذه الثورة ؟"، وذهب حديث المرزوقي بعيدا عن السؤال، حيث قال :" يكفي أن الثورة أنهت حكما ديكتاتوريا، وهو ما أراه اكبر انجاز للثورة."

وتابع :" تونس كانت تعيش تحت حكم نظام استبدادي ديكتاتوري فاسد، مدة 30 عاما، وان كان هناك انجاز للثورة فهو هذا، حيث ودعت البلاد الديكتاتورية، ونحن اليوم نعيش في ظل نظام ديمقراطي، أليس هذا انجازا هاما وهائلا للثورة."
 
 وكون إجابته بعيدة عن السؤال، راح مقدم البرنامج يعيده له، قائلا :" الشعب التونسي لايزال يعاني بعد الثورة، ما أسباب ذلك؟!، فقال المرزوقي:" صحيح الشعب يعاني من حالة الفقر لا أنكر ذلك، وأنا أتحمل جزء من فشل عدم تحسين الأوضاع المعيشية للتونسيين ، وكذلك الحكومات التي جاءت بعدي، وهذه الأمور بديهية."

وأضاف الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، والمنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية، لكننا جئنا للحكم لنحكم شعب عاش تحت القمع وسرقت منه أموالا ضخمة، فا 20% من الناتج القومي سرقه النظام السابق من الوطن، وبيدي أمسكت شيك قيمته 27 مليون دولار، كانت أرجعته لي الأمم المتحدة في إطار استرجاع الأموال التي نهبها النظام السابق."

مستطردا :" هذا الشعب عانى مدة 30 عاما بسبب الفساد، فجأة تأتي ثورة تريد محاربة الفساد، وحل المشكلات الاقتصادية، فنجد مؤسسة التعليم منهارة كذلك الصحة وكل الأنظمة المجتمعية."

موضحا :" الثورة قامت لتحسين هذه الأوضاع، وهي لم تنجح، ولا أناقش في هذا الأمر، فالوقت الكافي حتى يحكم على هذه الثورة لم يعطى لها، وخاصة إننا اصطدمنا منذ البداية بالثورة المضادة، وثمة شيئا لم نكن نتوقعه أبدا وهو أن هذه الثورة المضادة تغذيها القوى الإقليمية، زاعما :" نحن شعب صغير أراد التخلص من النظام الديكتاتوري وبناء ثورته فإذا به يجد (بعبع أجنبي) يتمثل في المال الإماراتي الذي تدخل ليفشل هذه الثورة."