حمدي رزق
ما يحزن القلب، الشماتة والمكايدة فى الدكتور على عبدالعال، كونه غادر موقعه على رأس مجلس النواب، ليس هكذا أخلاقيًا وإنسانيًا يُكافأ الرجال الخلص على حسن صنيعهم.

رجل حمل الأمانة لسنوات، والتغيير من سُنة الحياة، ولايزال نائبًا، ودوره النيابى مطلوب، استفادة من خبرته التى تراكمت فى موقعه فى قمة البرلمان، تنقصنا الخبرات البرلمانية، شباب مجلس النواب فى أمسّ الحاجة لخبرة شيوخ العمل النيابى، فقدنا كثيرًا من الخبرات البرلمانية فى دورات خلت، لسنا فى غنى عن خبرة النائب على عبدالعال.

التغيير لا يعبر عن إخفاق، بل تغيير لدفق الدماء الجديدة فى عروق البرلمان، والتغيير فى قمة الهرم النيابى ضرورة مستوجبة، لكل طريقته، ولكل دورة برلمانية رجال واستحقاقات، وكل مهمة تنادى رجالها، ورجال الدولة يُعرفون بإخلاصهم للعلم والنشيد بغض النظر عن مواقعهم، جنود مُجنّدة فى حب الوطن.

أكتب وأنا فى أبعد نقطة عن رجل حمل الأمانة بتجرد وإخلاص، ولم يتولّ يوم الزحف، وأمسك بمقود البرلمان جيدًا، وأنجز ما اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، ولم يفرط فى الثوابت المرعية، ولا هان ولا استكان عن حق، ولا لانت عريكته فى حق، وتحمل غرمًا فى حب الوطن.

الحط (الواطى) على قامة بحجم الدكتور عبدالعال لا يستقيم خلقًا، ولا أدبًا، ليس كل من تولى مخلدًا، كلٌّ يؤدى مهمته على أكمل وجه، ويمضى إلى طريقه مكافحًا من أجل رفعة هذا الوطن، كلنا فى التحليل الأخير جنود، وإذا ما نُودى مصرى تسمع عجبًا، «أفندم أنا موجود»، شعب مفطور على الإخلاص لهذا الوطن.

الحكى البغيض عن استقالة الدكتور عبدالعال من البرلمانية'> النيابة البرلمانية لا يستقيم مع رجل مستقيم سياسيًا، وأستاذ أكاديمى معتبر بين طلابه، عَلَم فى تخصصه، والبرلمان يحتاج مثل هذه الخبرات المتراكمة، ولجان المجلس تستوجب جهدًا مخلصًا، المهمة ثقيلة، وتحتاج إلى رجال مخلصين من عينة الدكتور عبدالعال.

ويقينًا الدكتور عبدالعال سيكون دومًا محل احتفاء بأخلاقه وإخلاصه، من قال إن المناصب تصنع الرجال، المخلصون هم من يزينون المناصب، والمناصب لا تدوم ولكن تدوم السيرة الطيبة، وسيرة الدكتور عبدالعال حسنة، «قدوة حسنة»، سيبك من عبثيات قنوات الإخوان، ملقوش فى الورد عيب، يعيبون حتى الطفل فى بطن أمه، ما بالك برجل وقف أمام مخططاتهم من قمة البرلمان منافحًا عن الحياض المقدسة.

من يُنكر دور الدكتور على عبدالعال جاحد، والجحود صفة اللئيم، والدكتور عبدالعال كان كريمًا حتى مع المختلفين معه، وترك انطباعًا بالطيبة فى نفس كل من تعامل معه، وشخصيًا تحاورت معه فى مكتبه مرة واحدة، ولمست منه كل ما يحملك على التقدير والاحترام.

فلا داعى لكل هذه الشماتة، ولا محل لعلامات الاستفهام من الإعراب، فليس كل خارج من موقعه مغضوبًا عليه بل التغيير مطلوب، والمطلوب مرغوب، واستبدال قامة (الدكتور على عبدالعال) بقامة (المستشار حنفى جبالى) قامة بقامة، والقامات كثر، وطن يشغى بالقامات الرفيعة، تغيير يصب فى الرصيد الوطنى من القامات.

معلوم «ثورة يناير» وما تلاها من سنوات عجاف سياسيًا، قضت على جيل من الخبرات البرلمانية العتيقة، وعلينا تعويضه، ونقص الخبرة البرلمانية يعوضها جيل الدكتور عبدالعال فى القاعة، القاعة هى مخزون الخبرات المتراكمة، عونًا للمنصة العالية، بدون هذه الخبرات تفقد كثيرًا من الفاعلية البرلمانية
نقلا عن المصرى اليوم