كتب – روماني صبري 
 
حلت ذكرى ميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بالأمس الجمعة 15 /1، حيث ولد في مثل هذا اليوم عام  1918، وفي إطار ذلك كشف حلمي النمنم الكاتب الصحفي ووزير الثقافة الأسبق، ان الكاتب توفيق الحكيم كان من أبناء نظام عبد الناصر، لذلك كتب مسرحية "الأيدي الناعمة"، والتي تحولت لفيلم يمجد دولة عبد الناصر الاشتراكية، لافتا :" بعد نكسة 67 وجه الحكيم في كتابه "عودة الروح" انتقاد لعبد الناصر، وهو الكتاب الذي انتقد فيه نفسه أيضا." 
 
الحكيم المؤيد يستحيل لمعارض 
موضحا خلال حلوله ضيفا على برنامج "حديث القاهرة"، تقديم الإعلامي والكاتب الصحفي والمفكر إبراهيم عيسى، عبر فضائية القاهرة والناس، بسبب هزيمة 67 قرر الحكيم التوقف عن تأييد نظام عبد الناصر."    
 
مستطردا :" يحكي الأستاذ محمد حسنين هيكل، انه في يوم 8 يونيو عام 1967، وهو بمقر جريدة الأهرام، تفاجأ في الليل بدخول توفيق الحكيم، والأستاذ حسين فوزي، وعبد الرحمن الشرقاوي، بعدها راح الحكيم يقول جراء الهزيمة لهيكل :" طالما الحكاية كده، ما نشوف الإسرائيليين عاوزين إيه ونقعد نتفاوض معاهم"، مشيرا :" ومن هنا تحول توفيق الحكيم من مؤيد للنظام إلى معارض له." 
 
وصفهم بالأنبياء ! 
وبخصوص الحديث عن سيد قطب، الأب الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات الجهادية، كونه عاصر عبد الناصر أيضا، قال النمنم، لم تعرف كتابات قطب المدح أو القدح (الطعن والنقد)، لشخص عبد الناصر بعد وصوله للحكم، لكنه كان يمدح الضباط الأحرار فترة "محمد نجيب" أول رئيس للجمهورية بعد الإطاحة بالنظام الملكي." 
 
ولفت حلمي النمنم الكاتب الصحفي ووزير الثقافة الأسبق، إلى ان سيد قطب كان يمتدح محمد نجيب بشكل جنوني، حتى اعتبره هو والضباط الأحرار في منزلة الأنبياء، كون الحركة أطاحت بنظام الملك فاروق، مشيرا :" وصفهم قطب بالأنبياء وليس الصحابة، ليعلي أكثر من شانهم، وهو الذي انقلب عليهم فيما بعد وأصبح عدوهم ويكن لهم اشد الكراهية، حتى وصل الأمر للتفكير في قتلهم." 
 
تفكير الأب الروحي للإرهابية 
مردفا :" قطب كان يمتلك تنظيم لتنفيذ عمليات الاغتيالات، وبالفعل اقترح قتل رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر، المشير عبد الحكيم عامر، رئيس المخابرات العامة، قتل زكريا محيي الدين، وكان الهدف من قتل هؤلاء هو قطع رؤوس الدولة." 
 
والحكيم سلاحه القلم 
موضحا :" بالعودة لتوفيق الحكيم، كان الرجل يعبر عن آرائه بقلمه وفنه لا بالقتل، و"عودة الوعي" نشر رغم انف كاتبه توفيق الحكيم، وكان في البداية مذكرات كتبها الحكيم كنوع من النقد الذاتي، وفيها رصد حكايته مع ثورة يوليو وعشقه لعبد الناصر بعدها، ثم تداعيات الهزيمة عليه فبات معارضا للنظام، وأيضا انه أدرك ان عبد الناصر لم يكن  يستطيع الانتصار في الحرب، إلى جانب قمعه لأشخاص.
 
انتقاد للذات 
مضيفا، وقعت الأوراق في يد صديق، أراد قراءة ما بين سطورها، وبعدها على حين فجأة  فوجئ الحكيم أنها نشرت، حتى وصلت نسخة للسادات، وحين التقى الأخير هيكل قال له :" ما حكاية مذاكرات الحكيم، فأنكر، فإذا بالسادات يخرج نسخة من مكتبه، ما اغضب هيكل."   
 
موضحا، كتاب عودة الوعي، تمت معاملته بقسوة شديدة رغم انه نوعا من النقد الذاتي، فللأسف المواطن لم يفهم ذلك، وفي الحقيقة كان منح  عبد الناصر الحكيم جائزة الدولة، وحماه هو وطه حسين ونجيب محفوظ من السجن مرات ومرات، فلولا عبد الناصر لفتكت أجهزة الدولة بالرجال الثلاثة.
 
مشيرا :" فالبرلمان المصري غضب من طه حسين وطالب بمعاقبته بزعم انه يفسد التعليم كونه ناشد الدولة بتفعيل مجانية التعليم، وهو ما باركه عبد الناصر."