زهير دعيم : عبلّين
زرته أكثر من مرّة في عيادته  في كوبات حوليم كلاليت في عبلّين، فاستقبلني كما عادته هاشًّا باشًّا ،  فخفّف من آلام ديسك الظهر  الذي قضّ مضجعي ، خفّف  حتّى قبل أن يُبديَ رأيه العلميّ ويكتبَ روشيتته الحانية والجميلة والتي أعانتني وهدّات من ألمي .. 
 
  إنّه الطبيب الجميل والإخصائيّ في طبِّ العِظام المرحوم : 
ماهر غنطوس 
 
الذي انتقل عصر اليوم الجمعة 15\1\ 2021  الى الامجاد السّماوية .
 
انتقل وظلّت محبته الغامرة وعطاؤه يخيّمان على عيادته في عبلّين الذي عمل فيها سنوات كثيرة بتفانٍ لا يعرف الحدود ... 
 
انتقل ورحل عنّا وظلّت روحه تجول وتهيم  فوق سماء الجليل تحكي ، تراقب ، تُحبُّ ، تُباركُ ، تُخفِّفُ الألمَ وتسمو مع الانسان ؛ كلّ انسان الى العلاء. 
كان رحمه الله مثالًا  للانسان الجميل قبل أن يكون طبيبًا ناجحًا ، فأعطى من قلبه وحسّه المُرهف وعلمه ، فأزاح الأوجاع  والهموم وبلسم الجروح وليَّن العِظام.
 
  فقدناكَ ايّها الطبيب الجميل ... 
فقدناك في عبلّين وفي المنطقة.. 
 
وفقدتك سخنين المدينة الجميلة والمُتحابّة.
 فقدناكَ  أيّها الانسان الذي يعطي ولا ينتظر شكرانًا.
 
 فقدناك وفقدك كلّ مجتمعنا العربيّ ، خاصّة في هذه الظروف الإغلاقيّة والصعبة والتي نحتاج فيها الى بسمة من بسماتك ، والى لمسة من لمساتك الطبيّة ،  والى تشجيع يعطي الامل ويزرع الرجاء في النفوس.
 
 لن ننساكَ  في عبلّين... 
 ستبقى ذكراك خالدةً في نفوسنا ..
 
 وسأبقى أذكرك... ونذكرك كلّما مررنا بجانب غرفتك في كلاليت عبلّين ، هذه الغرفة اللتي احتضتك واحتضنت عطاءك الجميل والمُجدي.
خسرناك دكتورنا الغالي وربحتكَ السّماء .
 
 الربّ أعطى والربّ أخذ ، فليكن أسم الربِّ مباركًا
 لروحكَ سلام الله.. ولأسرتك وأهلك وكلّ أحبّائك تعزيات السماء.