كتب – روماني صبري 
قال الإعلامي والمفكر والصحفي إبراهيم عيسى، ان "التعليم عن بعد" ليس وليد أزمة فيروس كورونا، لافتا :" التعليم عن بعد موجود منذ زمن قبل الجائحة، لافتا :" الأم المصرية من تتصدر مشهد التعليم عن بعد، ما يصيبها بحرقة الدم والضغط العصبي من لهفتها وخوفها على مستقبل أبناءها، مشيرا :" أما الأب في كل أسرة خالع أيده من الموضوع وعامل نفسه من بنها."  
 
ما بالنا بقى بالتعليم عن بعد !
وأضاف"عيسى" خلال تقديم برنامجه "حديث القاهرة" المذاع عبر فضائية القاهرة والناس، التعليم عن بعد بات ظاهرة عالمية في زمن كورونا، والسؤال الذي طرح " هل التعليم عن بعد يعكس التطور والتقدم بالمؤسسات التعليمية ؟"، لافتا :" برأيي لا، فجودة التعليم عن قرب في مصر غير جيدة، ما بالنا بالتعليم عن بعد." 
 
لافتا :" وربما نفلح في التعليم عن بعد، لكن في الحقيقة التعليم عن قرب بمصر يعاني مشاكل، ويعترف بذلك الجميع، فنسب الغياب بالمدارس الإعدادية والثانوية كانت تتجاوز الـ90 والـ95%، يعني مفيش داعي نضحك على بعض ونقول التعليم عندنا كويس، انا من البلد وعارف كل حاجة.
 
نهتم بالشهادة فقط !
موضحا، الشعب المصري يولي اهتماما كبيرا بالتعليم، كونه الوسيلة الوحيدة للحراك الاجتماعي، وإيجاد وظيفة يعد مفتاح الرزق الثابت الذي يضمن الاستمرار في الحياة، لذلك علينا الاعتراف إننا المصريين نهتم بالشهادة لا بالتعليم وهذه هي المشكلة.
 
مزايا التعليم عن بعد 
مشيرا :" التعليم عن بعد جعل المواطن يهتم بالامتحانات فقط، لا عن جودة التعليم، لذلك كل الشائعات بشأن التعليم مرتبطة بالامتحانات والشهادات، موضحا :" يقولون ان من مميزات التعليم عن بعد سهولة الوصول للمحتوى، وكان الكتاب يحقق نفس الهدف!." 
 
واستطرد الإعلامي والمفكر والصحفي إبراهيم عيسى، التعليم عن بعد يوفر في الحقيقة الوقت والجهد، فالطالب لن يستقل وسائل المواصلات، كما يعد حلا لمشكلة كثافة الفصول، جانب انه يخفف الأعباء الاقتصادية عن الأسر."
 
عيوبه 
 مشيرا :" لكن التعليم عن بعد لم ينجح في إنهاء ظاهرة الدروس الخصوصية التي أصبحت في الدم والتي تتصدى لها الحكومة بإغلاق السناتر، فالمدرسين رغم قيود كورونا يواصلون الدروس الخصوصية عبر تطبيق (زووم)، موضحا، ضعف البنية التحتية من عيوب التعليم عن بعد، فشبكة الانترنت في مصر ليست سريعة ما يعيق الطلاب خلال المذاكرة، ومن عيوبه أيضا العزلة الاجتماعية." 
 
حافظ قصد التربية 
لافتا، والأمهات من يتابعن الواجبات المدرسية لأبنائهن، ويحرصن على المذاكرة لهم ومعرفة جدول الحصص وموعد الامتحانات، علاوة على قيامهن بعمل الأبحاث بدلا من أبنائهن، ولكن حين قال الشاعر حافظ إبراهيم ان "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق"، كان يقصد أنها مدرسة في التربية لا التدريس، فالأمهات منهن الموظفات والمهندسات وربات البيوت."  
 
هنعمل بيهم إيه ! 
لافتا :" في مصر قرابة مليون مدرسة صناعية، و799 ألف مدرسة تجارية، ليه العدد دا كله هنعمل بيهم إيه؟!، إيه الاحتياج لهم؟!، لافتا:" في حين يوجد 240 الف مدرسة للتعليم الزراعي، والمفروض المدارس الزراعية تكون هي اللي عددها 799 ألف مش التجارية، وذلك لتخريج خبراء في الزراعة، حيث 45 %من العمالة المصرية تعمل بالزراعة وليس بالتجارة."