السيدة وزيرة الصحة المصرية،
د. مينا ملاك عازر
تحياتي
أرسل لك سيادة الدكتورة هالة هذه الكلمات الهادئة التي تتناسب مع طبيعة الإنسانة التي اعتادت بهدوء أن تمد ذراعيها أمام الكاميرات لتلقي الجرعات التجريبية والجرعات الأولى من اللقاحات المضادة لفايروس كورونا، شخصية حضرتك يا دكتورة تنم عن البذل والفداء والحب الغير مشروط للوطن ولتكن قدوة للجميع، المهم من منطلق الحب هذا الذي تحملينه بين ضلوعك ويجري في عروقك جنباً إلى جنب مع لقاحات كورونا التي تم حقن دمك بها، أحدثك فاسمحي لي. 
 
يقولون أن الأعداد المعلنة من قبل وزارتك غير حقيقية، وهي غير معبرة عن واقع مؤلم يعيشه الشارع المصري الذي يصاب الكثيرين من مرتاديه بكورونا، ولا تعرفون اعدادهم الحقيقية، لا لشيء، إلا لأنه لم يحلل في معامل معترف بها او تابعة لوزارة الصحة، أما صور الإشاعات وتحاليل الدم التي تتم لحالات مرضية كثيرة يفسرها السادة الأطباء زملاء حضرتك في نفس النقابة على أنها مؤشرات لكورونا ويعطون بناء عليها بروتكولات تحددها وزارتكم الغراء، فيتعافون من ذلك الفيروس اللعين، فهي نسبة كبيرة لا  تعترف بها الوزارة، لأنها كما قلت لا تجري المسحة التي تعترفون بها، والتي بالمناسبة أحجمت الدولة عن أن تنفذها قبل مباريات الدوري السابق وكأس مصر لمصلحة شركة شريكة لنادي الدولة المحبب، ضاربة بصحة لاعبي ونوادي مصر عرض الحائط في سبيل مكسب سريع لشركة شريكة للنادي المدلل، تلك الشركة التي تجري بالمناسبة ما يعرف بالرابيد تِست، وهو غير معترف به من قبل وزارة الصحة الغراء، فما رأي سيادتك فيما يقولون!
 
يزعمون سيادة الدكتورة الوزيرة، أن سلالة جديدة سريعة العدوى والانتقال ظهرت في بريطانيا وأستراليا والدنمارك، دعا هذا أن تغلق العديد من دول العالم المتحضر مطاراتها، وأوقفت الأخرى رحلاتها فيما بينها وبين بريطانيا، ولكن دولتنا الحبيبة والمتساهلة مع الجميع لم يهن عليها أن تفعل هذا وتوقف الطيران مع بريطانيا العظمى الجميلة، وكأنها يصعب عليها فراق الغالية بنت الأصول، فهل أعلنت الوزارة أننا بحاجة لغلق مطاراتنا مثلاً أو وقف الطيران على الأقل مع بريطانيا أم لم ترى أنه لا داعي لهذا بالرغم أن بريطانيا سبقت روسيا نفسها المصابة في الطائرة المنكوبة في شرم الشيخ، وأوقفت الطيران لمصر، فور شكها في أن حادثة سقوط طائرة شرم الشيخ بفعل فاعل. 
 
عزيزي القارئ، سأتوقف هنا إذ لا تسمح المساحة بنشر المزيد من سطور خطابي للدكتورة وزيرة الصحة، لنلتقي -بإذن الله- المقال القادم.
المختصر المفيد انقذونا من رغبتكم المحمومة في الاحتكار والاستئثار بكوننا الأوائل  في أفريقيا والشرق الأوسط الذين تصلهم السلالة الجديدة من كورونا.