كتب – روماني صبري
اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل، اتفاق عاد به وزير الخزانة الأمريكي بعد أن وافقت واشنطن على تقديم تسهيلات مالية تسمح للخرطوم بتسديد قسط من ديونه، وأكد بيان حكومي صادر من الحكومة السودانية على أن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين وصل الخرطوم الأربعاء الماضي لإجراء اجتماعات بشان المساعدات الاقتصادية الأمريكية في المستقبل بعد إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مقابل التطبيع مع إسرائيل، وقالت المالية السودانية : السودان والولايات المتحدة وقعا اتفاقا يوفر للخرطوم تسهيلات تمويلية من البنك الدولي تزيد عن مليار دولار سنويا ؟، إذا هل ركبت الخرطوم قطار التطبيع؟ .

ثمة غموض !
لمناقشة ذلك، قال خالد التيجاني، رئيس تحرير صحيفة إيلاف، لا احد يستطيع حتى الآن توصيف حقيقة ما حدث في الخرطوم، حيث ما تم التوقيع عليه وثيقة معممة للغاية تتحدث عن توقيع الخرطوم على "اتفاقية أبراهام"، لافتا :" ولكن لم تشير الوثيقة بصورة واضحة أو محددة إلى التطبيع، بالتالي طرح السؤال " هل ما جرى تطبيع قصري، طوعي، أو منزلة بين المنزلتين؟."

لافتا عبر تقنية البث المرئي، لبرنامج "حدث اليوم" المذاع عبر فضائية "فرانس 24"، وفي الحقيقة ليس هناك تفاصيل حول ما تم التوقيع عليه، وغياب الطرف الإسرائيلي عن هذا الاتفاق الذي وقعه وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، مع وزير العدل، جعل الغموض يحوم حول هذا الاتفاق."

هل ثمة مقايضة ؟
 بدا الأمر عن بعد وكأنه (مقايضة)، يوفر للسودان التمويلات في المقابل، حتى توقع الحكومة على الاتفاق للإعلان عنه رسميا، وردا على هذا السؤال قال خالد التيجاني، رئيس تحرير صحيفة إيلاف، بالتأكيد هناك ارتباط وثيق جدا حول إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مقابل التطبيع مع إسرائيل."


لافتا :" ليس هناك أي قرار رسمي بخصوص التطبيع مع إسرائيل من قبل مجلس الوزراء أو أي جهة رسمية، أو من قبل مجلس السيادة السوداني، ووزارة الدفاع، مشيرا :" كانت الحكومة السودانية أكدت أنها ليست مخولة بالتفاوض فيما يخص التطبيع، وان اعتماد اتفاق مثل هذا يجب أن يعود لحكومة منتخبة."

هل يريد الجيش التطبيع ؟
موضحا :" من دفع بالحديث عن التطبيع مع إسرائيل هو المكون العسكري، والحكومة السودانية الآن مكونة من شقين، احدهما عسكري والآخر مدني، والعسكريين في الحكومة هم من تحمسوا للتطبيع مع تل أبيب."

مستطردا :" بالنسبة للحكومة المدنية لم يكن لديها موقف واضح حول التطبيع، ما جعل الوضع ملتبسا، ولكن من الواضح انه كان هناك ارتباط بين الحكومة وبين المضي قدما من قبل الإدارة الأمريكية في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتقديم بعض التسهيلات المالية عبر اتفاق.

من المستفيد ؟
لافتا :" إسرائيل فعليا هي الطرف المستفيد من هذا الاتفاق، حيث كانت تريد أن تفتح الأجواء السودانية أمام طيران العال الخاص بها، واستطاعت تل أبيب أن تستفيد على الأقل سياسيا من أن دولة عربية أخرى انضمت للسلام معها، عكس السودان حقق مكاسب رمزية.

هل هناك قبول شعبي بهذا الاتفاق ؟
وشدد التيجاني على أن اللافت للنظر هو أن هذا الاتفاق لم يحظى باهتمام وسائل الإعلام في السودان، كونه تزامن مع الإعلان عن القرض الأمريكي المؤقت لمحاولة إعفاء متأخرات السودان التي تخص البنك الدولي، وتابع :"بالتالي لم يكن هناك زخم إعلامي حول الاتفاق، لافتا :" كان بمثابة خبر عادي مر مرور الكرام، عكس الجدل الواسع الذي أثير حول الموضوع في فبراير الماضي بعد لقاء الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في عنتيبي بأوغندا."