د. مينا ملاك عازر

كما عهدتني صديقي القارئ، دأبت في آخر كل عام، أن أقدم لك ما في رأيي من المواقف والأحداث التي أراها هامة تستحق لقب الأسواء أو الأفضل أو الأخطر، وها نحن نكاد نغلق باب السنة وراءنا وندلف لعام جديد، كعادتنا الغريبة نتمناه جيد في حين أن الأعوام مثل بعضها، نحن اللي نكون جيدين أو سيئين، ولذا نبقى نحن نتجه من سيئ لأسوء، فتبقى السنوات تنحدر معنا لتلك الهاوية السحيقة من السوء. 

 

مر عام 2020 وهو يحمل بين طياته خطر الكورونا الداهم وتحوراتها وسلالاتها ولقاحاتها التي ننتظرها في كل دول العالم، وتقطر علينا بها الحكومة المصرية كعادتها في التقطير في الإجراءات الاحترازية واتخاذ المواقف الناجزة المنقذة من الوباء، وكأنها تحلم بلحظة تناقص الاعداد ليس أعداد المصابين ولكن أعداد الشعب بالطبع، ولذا فحكومتنا تستحق لقب الأكثر فشلاً محافظة عليه لسنوات طويلة متتالية تقدم لنا الأسواء في كل شيء التخطيط لإنقاذ القاهرة من الغرق من الأمطار، وإنقاذ الشعب من الكورونا بعدم قيادة حسنة، وعدم تجهيز المستشفيات ولا الطواقم الطبية، ناهيك عن بهتان أرقامها، ذلك البهتان الذي اعترفت به الحكومة مؤخراً.

 

أما أسوء المشاهد التي قدمتها لنا سنة 2020 مشهد انفجار مرفأ بيروت بما خلفه من تدمير وإصابات وقتلى وفوضي سياسية تعصف بلبنان الشقيق، وإن كنت تظن أن كورونا الأخطر ولك الكثير من الحق في هذا، فما لا شك فيه، فأن مقتل العالم الإيراني  محسن فخر زادة هو الحدث الأكثر رعباً لمن يدركون أن إيران قد لا تصمت على هذا التلاعب بجهاز مخابراتها بالرغم من أنها أنتجت المشاهد الأكثر ديكتاتورية بسلسلة من الإعدامات نفذتها تجاه المعارضين، فاستحق نظامها والنظام التركي لقب الأكثر ديكتاتورية ودموية وفشلاً.

 

أما أكثر الأماكن حساسية فهي ليبيا، تلك المنطقة التي تضج بالمشاهد المشتعلة ما بين تقارب في القاهرة وتونس والمغرب، وسرعان ما ينقلب لتراشق لفظي، ثم  تقارب بين القاهرة وطرابلس في صفعة للنظام التركي الذي سرعان ما يخسر كل حلفاءه الأوربيين والأفارقة ولم يبقى له إلا إسرائيل التي يمتقع وجهه حين يتذكر أكثر مشاهد المنطقة تألقاً بنور السلام ووهج الغرابة وفشل النتيجة بالنسبة لترامب مخططها وهي سلسلة التطبيع ومعاهدات السلام المبرمة بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، المدهش أن من خطط  لها لم يجني ثمارها، وأعني هنا ترامب وفريقه، فنال هزيمته الانتخابية التي كشفت عن وجه آخر للنظام الانتخابي الأمريكي، انتقده ترامب ومعاونيه واتهموه بأنه ربما يكون مزوراً وأفضل من الانتخابات الأفغانية.

 

عزيزي القارئ احتراما لقوانين المساحة المتاحة في الجريدة أتوقف هنا، وأعدك استئناف القول في استفتائي الخاص جداً المقال القادم -بإذن الله- فانتظرني.

المختصر المفيد كل عام وأنتم بخير.