د. منى حلمى

قال أحد أقطاب السلفية مؤكدًا أنهم «بعيدون كل البعد عن الاشتغال بالسياسة على عكس الإخوان المسلمين»، لأنهم مسجلون على أنهم حزب مدنى بمرجعية إسلامية، وكل جهودهم هى للعمل الدعوى، وحماية الإسلام

 

أولاً: هذا الرد هو رد «سياسى».

ثانيًا: العمل الدعوى هو فى صلب العمل السياسى، لأنه يؤثر على الآخرين، والتأثير على الآخرين، سلبًا أو إيجابًا، هو جوهر وغاية الاشتغال بالسياسية.

 

ثالثًا: منْ أعطاهم توكيلاً للدفاع عن الإسلام، وحماية الدين؟

 

رابعًا: كل دين قادر على حماية نفسه، والدفاع عن عقيدته، ورسله وأنبيائه.

 

خامسًا: أى إسلام يقومون بحمايته؟ أهو الإسلام فى فترة الستينيات من القرن الماضى؟ أهو الإسلام قبل الأزهر؟ أم إسلام الانفتاح الاقتصادى منتصف سبعينيات القرن الماضى؟ أهو إسلام الصحراء، حيث التزمت الوهابى، الذكورى، المتشدد، الذى لا يتلاءم إلا مع قسوة  الصحراء، وتكفين النساء وهن أحياء؟ هل هو إسلام ابن تيمية وسيد قطب، وحسن البنا، أم إسلام الإمام محمد عبده؟ أهو إسلام النقل الحرفى للنصوص، أم إسلام الاجتهاد وتشغيل العقل ومراعاة تغير الظروف، والناس، والقيم، والمفاهيم؟ أهو الإسلام الذى لا يرى المرأة إلا وليمة جاهزة مطيعة، لأمراض النكاح الذكورى،  حتى وهى «جثة» هامدة، ومستعبدة بالتخيلات المنحصرة فى الجزء الأسفل من الجسد؟ أهو إسلام الاستمتاع بالموسيقى والفنون وثمرات الحضارات الراقية، أم إسلام تحريم الموسيقى وهدم الأهرامات والتماثيل، وكل أنواع البهجة البصرية والسمعية، والمقرؤة ؟ إسلام فتوى القلوب أم  فتوى البيزنس؟

 

هل يدافعون عن إسلام الوصاية، أم إسلام الحرية والاختيار، والتشبث بالحياة، أم إسلام الإرهاب والفرض، والاعتكاف؟  أهو إسلام رد الحُجة بالمنطق والحوار، أم إسلام الرد بالدم، والشتائم، وبلاغات ازدراء الأديان، وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة، والتكفير، والتشهير، والشائعات؟ أهو إسلام تبديد المخاوف والقيود والأوهام والخزعبلات والدجل، أم إسلام تقوية البشر بالعلم وتكسير الخوف والعجز وقلة الحيلة، والجهل، والخنوع؟

 

قرأت مؤخرًا عن امتلاك السلفيين لعدد كبير من الحضانات التى  يستخدمونها لغسل عقول الأطفال، بالأفكار السلفية، التى ستصبح «نقشًا على الحجر»، لا يزول.

 

ورد   بيان  من   وزارة   التضامن  الاجتماعى، أنها غير مسئولة    إلا عن  الحضانات  التى  تملكها، وتؤسسها. منْ المسئول إذن، عندما تناقض الأنشطة مع أهداف الوطن؟ حتى لو لم تتناقض، المفروض أن تمسك الحكومة بكل المفاصل الأساسية التى تعمل فى مصر، وأن تتوافر المتابعة والإشراف والمحاسبة، خاصة إذا كان الأمر يتعارض مع «مدنية» الدولة، التى هى صمام أمن الحاضر والمستقبل.

 

 من واحة أشعارى

كان يحبنى

 دون مساحيق دون طلاء

يصدقنى

وإن كنت أتقن فن الرياء

كان يحبنى

بالنار التى أشعلها فى وجه الأشياء

صباحا يحبنى وفى المساء

بكل تقلباتى وعناد حماقاتى

كأننى أول وآخر شجرة تزرع النساء.

نقلا عن روزال يوسف