إعداد وتقديم- م. عزت بولس

قال الأب جون جبرائيل الدومنيكاني أستاذ اللاهوت العقائدى بالمعهد الكاثوليكى بالقاهرة، إن فكرة لاهوت التحرير ليست جديدة وبداية ظهور المصطلح كانت فى أوائل الستينيات فى أمريكا اللاتينية، وهو ليس نوع جديد من اللاهوت ولكن هي طريقة جديدة لعمل اللاهوت مبني على الكتاب المقدس، وينطلق من تحرير الفقراء والمقهرين والمظلومين.
 
وأوضح الأب جون خلال لقائه ببرنامج قضايا شائكة المذاع على صفحة الأقباط متحدون على فيسبوك ويعده ويقدمه المهندس عزت بولس رئيس تحرير الموقع، أن لاهوت التحرير نشاء فى دول ذات الأغلبية الكاثوليكية خلال فترة الستينيات التى شهدت نظم استبدادية عسكرية موالية للولايات المتحدة، وهدفه أن يكون الإيمان المسيحي محرر للإنسان من الطغيان والظلم والفقر ويسعي لتحقيق صورة الإنسان حسب مشيئة الله.
 
لماذا لا نسمي لاهوت التحرير بنظرية التحرير؟
أكد انه صراع قديم ولكن ببساطة السبب ان اللاهوت يجب أن يخضع للوحي الالهي، واللاهوت هو العلم الذي يحاول الاقتراب ودراسة أي موضوع من أسرار الله اعتمادا على نص موحي به من الكتاب المقدس.
 
هل الله يحب الفقراء أكثر من الأغنياء؟
أوضح أستاذ اللاهوت العقائدى أن الله يحب الجميع، وعندما نتحدث عن الشخص الفقير ليس فقر مادي فقط ولكن الفقير هو إنسان مظلوم ومهمش بل هو الشخص الذي يسعي لتحقيق العدالة بالمجتمع ويضطهد بسبب سعيه نحو تحقيق العدالة.
 
ولاهوت التحرير هو صرخة الإنسان الفقير لله، كيف أؤمن أن الله يحبني وأنا فى مستنقع فقر وظلم.
 
وأكد أن فكرة الفصل بين ما هو روحي واجتماعي هي مشكلة قديمة، فالانسان متكامل وغير متجزء، وفكرة الفصل بين الروحي والاجتماعي هي مشكلة المجتمعات المتأثرة بالنسكية الرهبانية. 
 
 
وأضاف: أساس لاهوت التحرير الانسان الذي يعيش في الشارع والمجتمع وليس من يعيشون في الصحراء، مؤكدا أنه لا يوجد فصل بين البعد الاجتماعي والروحي، وكيف يعيش الانسان علاقته بالله من خلال المجتمع.
 
وهو ما تحدث عنه "جوستافو جوتيريز" أبرز وأهم لاهوتيي التحرير في أمريكا اللاتينيَّة فى كتاب لاهوت التحرير كيف كان يعيش الرهبان الكاثوليك حياة نسكية لا يخرجون من الدير إلى فكرة أن يعمل ويصلي، ثم الانتقال لفكرة أن يكون وقت للصلاة ووقت للعمل، والانتقال لان تعمل وأن تصلي، ولكن مشكلتنا فى المجتمعات الشرقية هو الفصل بين ما هو روحي وما هو اجتماعي.
 
هل يعتمد لاهوت التحرير على العهد القديم والعهد الجديد؟
لاهوت التحرير يعتمد على العهدين القديم والجديد و"جوستافو جوتيريز" استطاع إخراج نصوص قوية جدا عن العدالة، الفقراء، الارامل، وعن المستضعفين من العهد القديم، وهو يبين كيف أعرف العلاقة بين الانسان والله جيدة عن طريق علاقة الإنسان بالفقراء بالمعني الأشمل المرأة، اليتيم، الفقراء، من ليس لهم سند بالمجتمع.
 
ومن وجهة نظر لاهوت التحرير الانسان اكتشف الله كمحرر له من العبودية والظلم أولا قبل أن يكتشفه كخالق، لذلك في سفر الخروج الله انحاز لشعب اسرائيل المستضعف في وجهة مصر كدولة عظمي وحررهم من الظلم وبعد خروجهم من مصر يبدأ في التكفير أن الالة الذى استطاع الانتصار على قوة عظمي مثل مصر فى هذا الوقت هو بالضرورة هو الإلة الاحد الخالق. 
 
وعند قرأتنا للعهد القديم هو عبارة عن فهم الانسان لله وهو تاريخ روحي بين العلاقة بين الله وشعب اختاره ليكشف له نفسه، وفى العهد القديم نصوص كتبت من أكثر من 2600 سنة بلغة عبرية منقرضة لذلك يجب أن نفهم النص في سياقه التاريخي واللغوي.