كتبت - أماني موسى

ودعت مصر اليوم الكاتب والسيناريست وحيد حامد، بعد رحلة ثرية من العطاء على المستوى الإنساني والعملي والوطني، وقد حصل حامد على تكريم من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قبل أيام.. ونعيد نشر ما ورد في أخر لقاء له بعد التكريم وأخر لقاء إعلامي له قبل الوفاة.

قال وحيد حامد عن تكريمه بالمهرجان، أن هؤلاء القائمين على المهرجان لن يكرموه إلا إذا وجدوا أنه قدم حصاد طيب من خلال فيلم أو مقال، ومن خلال أن تكون متناسق مع الناس وحاسس بيهم وبمشاكلهم.

 

وتابع في لقاءه مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر"، لم أكن أعرف أنه سيتم تكريمي ولم أكن أعلم أن لي كل هذا التأثير، أنا فقط كنت مخلص لشغلي جدًا، ولعل هذا ما جعل الناس تحب أعمالي وتتجاوب معها، ولأني كنت صادق جدًا ولم أكذب على الناس، وكنت حين أرى تفاعل الناس أو استدعائهم لبعض مقاطع من أفلامي كنت أقول الحمدلله.

موضحًا أن السينما هي الأساس لديه وبذل جهد كبير لكي يطور نفسه بالسيناريو، وكان يسعى لكل شيء جديد، وحصل على المعرفة السينمائية من زملاء وأحباء، وكنت أجري وراء معشوقتي وهي السينما، ثم ابتدأت أكتب صحافة ومقالات حين شعرت أن هناك مشاكل مجتمعية لا تحتمل السكوت لفترة للحديث عنها، إذ يمكنك كتابة المقال ونشره في نفس اليوم، بينما الفيلم يحتاج إلى 6 أشهر على الأقل لخروج السيناريو إلى النور. 

وأشار إلى أنه لم يكن يتلقى مقابل مادي لقاء كتابة المقالات، لأنها مقالة رأي وحتى لا يعطي فرصة لأحد للتدخل في عمله، الرأي لله وللوطن والناس ولا أريد مقابل قصاد دة، لكن السينما هي اللي فاتحة بيتي، ومش مستني أكتب مقال وأخد فلوس مقابل رأيي، لكن لو كتبت قصة أخد مقابل مادي لنشرها، لافتًا إلى أن الفيلم لا بد أن يكون يمثل قطاع كبير من الناس ويعبر عنهم وعن آرائهم وأحلامهم وأفكارهم، وأن الشخصيات التي تظهر في أفلامه كانت شخصيات حقيقية من أرض الواقع وليست شخصية من الخيال، قائلاً: لو كانت الشخصيات دي زائفة مكانتش الناس حبتها أو تعاطفت معاها.

 

وتابع بقوله، أنا ابن الشارع وابن قرية بسيطة، ووالدي كان فلاح، ونشأتي في القرية ثم الانتقال للمدينة ثم للمجتمع فأنا عايش وسط الناس ولم أتخلى عنهم، وأحب أن عمل هنا في مكاني وأنا أنظر إلى النيل.

وأردف، أنا أعتقد لو الإنسان بطل يحلم عمره يقصر، لازم دايمًا يكون عندنا أمل وأن بكرة كويس، لو فقدنا الحلم والأمل بغد أفضل هذا يعني الموت.

 

وأعرب عن تخوفه من الزيادة السكانية الرهيبة التي تعاني منها مصر، قائلاً: الزيادة السكانية موضوع يقلق فعلا، الزيادة السكانية طحنت الناس وخنقتهم، مصر حين كانت ذا تعداد سكاني متوازن كانت الحياة حلوة وبسيطة والناس على سجيتها، لكننا نعيش الآن زمن الزحام وثقافة الزحام، البشعة مسيطرة على الناس، بينما جيلنا عاش زمن جميل وشفنا حياة حرة ومتعددة الثقافات، لم يكن بها تعصب أو إدعاء ديني كاذب، كانت حياة مدنية صادقة.

وعن أصعب معاركه، قال أنها معركة ضد الفساد مع أحد الجهات في إشارة إلى المستشفى الشهير لعلاج سرطان الأطفال، وأن الفساد لا زال قائمًا بهذه الجهة، قائلاً: المستغني مش محتاج ينافق ويداهن، وأنا طول عمري عايش وفاتح بيتي من خلال قلمي، ليس لدي ممتلكات ولا أنشطة تجارية.