حمدي رزق
معلوم، الوباء الإخوانى أخطر من الوباء الفيروسى، وكلاهما مُخَادِع وغادر، يتحين الفرصة ليضرب ضربته فى القلب مباشرة.

إسقاط المنظومة الطبية هدف إخوانى قذر، مخطط لا يخفى على الطيبين، وحذرنا منه كثيرا مع هبوب الوباء، المنظومة الطبية ستتعرض لاحقًا لاختبارات جد قاسية، يستوجب الحذر، وتوخى الرعاية الكاملة للمرضى.

حذار، أية هفوة ستتحول إلى كارثة، ومن الحبة يصطنعون قبة، وفيديوهات ترفع على قنوات الإخوان التركية، ورجع الصدى تشيره تشييرًا على وسائل التواصل الاجتماعى لتتلقفه الخلايا النائمة فى الخط، وتشيعه بين الناس لإحداث حالة اضطراب متعمدة تضغط المنظومة الطبية فى ظرف قاس، فتسقط من حالق.

ما جرى فى مستشفى «الحسينية»، وقبلها مستشفى «زفتى» (نموذج ومثال).. حادث عارض فى مستشفى، يتحول إلى ما يشبه الكارثة، من يرى ويسمع نواح غربان الإخوان جوه وبره، وعلى وَسائِل التواصل، وكأن المنظومة الطبية خربت، والموتى فوق بعضهم فى الثلاجات.. خيال مريض!.

بين ظهرانينا عدو رابض، العدو جوّه البلد، ينتظر الفرصة تسنح، حادث (تضاربت بشأنه الروايات حتى الآن) يتحول إلى هجمة شرسة على المنظومة الطبية التى تواجه الوباء بثبات لافت، وبكفاءة معتبرة، وشايلة مئات الآلاف من المرضى على كفوف الراحة، وأكتاف الجيش الأبيض الذى يقدم أرواح شبابه شهداء بتضحية وفداء نادر المثال.

ثم تتحور الهجمة المرتدة لاستهداف وزيرة الصحة البطلة الدكتورة هالة زايد، ويتهمونها فى بلاغ بالقتل العمد فى تصعيد خطير لا يخدم سوى أجندة «إخوان الشيطان».

الخلايا النائمة تستيقظ عادة قبل ٢٥ يناير، الموعد السنوى لإحداث الاضطرابات، أجندة خبيثة ومعروفة المواعيد سنويا، لكنها مثل زبد النوات تذهب جفاء..

رأس الوزيرة مطلوب، جل الهجوم منصب على الوزيرة، استهداف رأس المنظومة الطبية لتفكيك الأوصال، وصولا للانهيار تحت وطأة الجائحة.

القضية فى (زفتى والحسينية) فى أياد أمينة، النائب العام مؤتمن عليها، ولن يضيع حق مستحق، ويستوجب الهدوء، وإفساح المجال للمحققين لتبين ما حدث تحديدًا، مع تضارب الأقوال، والمزايدات السياسية الكريهة، مزاد متصوب فى سرادق عزاء.

واحترازًا وجوبيًا، يستوجب على السادة مديرى المديريات الصحية النزول من مكاتبهم فى جولات مرورية على المستشفيات فى نطاقهم الجغرافى لتفقد الأحوال، وسير العمل، وتواجد الأطباء فى النوبتجيات، واستكمال النواقص، فلا يصح أن وزيرة الصحة (واخداها كعّـابى) بين المستشفيات والمراكز الصحية، والمديرون يكتفون بالتقارير المكتوبة، وتستيف الأوراق وكله تمام التمام.

فى ظل تفشى الوباء، يستوجب سد الذرائع، واستكمال النواقص، ومنع المتلصصين من التسلل إلى غرف العناية المركزة لإحداث الفوضى والتقاط الصور والفيديوهات.. هذه أرواح بشر، ومن الأبجديات أنها أمانة فى أعناقكم.
نقلا عن المصرى اليوم