خيّم الحزن على شوارع قرية النخاس بمحافظة الشرقية المصرية، بعد وفاة شابة صباح اليوم الجمعة ثم رحيل والدها وجدتها بعدها بساعات قليلة، ليتحول المكان إلى سرادق عزاء لا ينتهي، وسط حالة من الصدمة تملكت الجميع في المنطقة التابعة لمركز الزقازيق.

ويقول طبيب القرية، الدكتور جميل الألفي، استشاري الجراحة العامة لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه تلقى الساعة السابعة صباحا استغاثة من أبناء قريته من أجل اللحاق بفتاة ثلاثينية تعرضت للإغماء داخل بيتها ليهرع على الفور لنجدتها.

ويضيف الطبيب السبعيني: "عند معاينة الحالة وفحص النبض والإطلاع على علامات الحياة في جسدها اكتشفت وفاتها، كان الأب يقف بجواري وقمت بإبلاغه بالخبر الحزين".

ووقع الخبر كالصاعقة على أسرة الفتاة، كما يروي الألفي لموقع "سكاي نيوز عربية"، حيث كست علامات الأسى وجه الأب من هول المفاجأة القاسية، لكن طبيب القرية حاول تعزيته وطالبه بالتماسك حتى لا تتعرض الأم للانهيار والرضا بالقضاء والقدر.

ويوضح استشاري الجراحة العامة، أن الشابة المتوفاة ترددت عدة مرات على عيادته في قرية النخاس بالشرقية لمتابعة حالتها الصحية إذ كانت تعاني من مرض السكري لذلك يرجح أنها تعرضت لـ "غيبوبة سكر أدت إلى موتها".

ولم يتمكن الطبيب السبعيني من حضور الجنازة، إذ انطلق لحضور موعد هام خارج المحافظة، لكن عند الساعة الواحدة ظهرا تلقى اتصالا من أبناء القرية لإخباره بوفاة والد الشابة الراحلة خلال أداء صلاة الجنازة.

تابعت أمال محمد، موظفة بالوحدة المحلية بقرية النخاس، الأحداث المؤسفة في البيت المجاور لها، وتتحدث عن ذلك قائلة: "كانت الأسرة في وضع صعب بعد رحيل الابنة، حاولنا التخفيف عليهم ثم علمنا بسقوط الأب مغشيا عليه خلال الجنازة".

تضيف أمال لموقع "سكاي نيوز عربية": انقسمت الجنازة الأولى، جزء اتجه إلى المقابر رفقة جثمان الشابة الثلاثينية، والجزء الثاني ظلوا مع الأب أثناء خضوعه للكشف الطبي في محاولة لإنقاذه".

بعد دقائق صارت همهمة بين أهالي القرية، إذ علموا بصعود أنفاس الأب إلى بارئها، وفقا لأمال، وعلى عجالة تمت خطوات ما قبل الدفن وسط ذهول من الجميع وتجهيز لخروج الجنازة الثانية.

من جديد انطلق أبناء القرية إلى مسجد المحطة لأداء الصلاة على الرجل الستيني، وفقا لموظفة الوحدة المحلية، أعلن  المذياع الخارجي عن موعد الذهاب إلى المقابر مرة أخرى في الساعة الرابعة عصرا، التف الناس حول الجثمان، حملوا النعش وذهبوا إلى وجهتهم.

وتستطرد أمال لموقع "سكاي نيوز عربية": "الزحام أمام البيت وتوافد المعزين دفع السيدة المسنة، جدة الشابة الراحلة، للخروج من غرفتها والاستفسار عن سر تكدس أهالي القرية في محيط المنزل، كانت حالتها الصحية سيئة ولم نرغب في إخبارها بالأمر، أبلغناها بوجود مشاجرة على الطريق".

وتقول موظفة الوحدة الصحية إن الجدة "دخلت إلى غرفتها وخلدت إلى النوم، وعند انتهاء الجنازة الثانية، وعند حلول المساء علت أصوات الصراخ في البيت المنكوب لتُعلن الأسرة عن رحيل السيدة التسعينية، بدا الأمر كأنه كابوس لا ينتهي أبدًا".

تؤكد أمال بعد دقائق من مغادرتها للجنازة الثالثة أن القرية لم تمر بليلة قاسية مثلما جرى خلال الساعات الأخيرة، متمنية الصبر والسلوان لجيرانها.

وعما أشيع عن تسبب فيروس "كورونا" المستجد في حالات الوفاة الغامضة، ينفي تلك الأقاويل طبيب القرية مؤكدًا أنه لم يجد أي علامات تدل على ذلك عند الكشف على المتوفاة الأولى، وعند لقائه بالأب كان الرجل في حالة صحية جيدة.