تطالعنا الأخبار يوميا تقريبا بجرائم مفزعه ومؤلمه بين تحرش جماعي وإغتصاب وكان آخرها الجريمه البشعه لإغتصاب طفلة معاقة ذهنياً عمرها ١٣ عاما من زوج جدتها والذي تخلي تماما عن إنسانيته وأصبح كالحيوان المفترس الجائع فعاشرها أكثر من 18 مرة خلال 3 شهور متتالية،
كما اننا نتابع أن معدلات إجراء جريمه الختان والأكثر فزعا أنها تمارس من أطباء فهي المعدلات الأكثر ممارسه وهي ما يؤشر الي الفكر الذي يتبناه هؤلاء الأطباء،
ومواجهه هذه الأفعال والجرائم البشعه في حقوق وكرامه وإنسانيه المرأه ومهما كان عمرها أو ظروف حياتها، 
وما يزيد من حده الغضب والألم من هذه الجرائم البشعه هو تلك الحوارات التي تتم سواء علي الفضائيات أو بين الناس هو المحاولات المستمره في إلقاء اللوم دائما من الكثيرين علي المرأه بسبب لبسها أو حركتها وما شابه ذلك من اسباب يتم التعلل بها لإقتراف هذه الجرائم البشعه ورغم أن بعض هذه الافعال من تحرش كما نعلم تتم أيضا مع محجبات، كما أن هذه الجريمه البشعه الأخيره مع طفله ذي إعاقه ذهنيه، وتتكرر الجرائم بشكل أصبح لابد ان يُؤرق ويُقلق مجتمعنا ككل، 
 
ومما لاشك فيه أننا تركنا ولعقود طويله من الزمن الفكر المنغلق المتزمت من الدعاه ورجال الدين كبارا وشبابا، وكان منهم ذلك الداعيه الشاب والذي قدم إعتذارا (مرفوضا بالطبع) مؤخرا عن ڤيديو بثه في الفضائيات منذ ١٢ عاما مضت وهو يدعو للحجاب وباستخدام مانيكان وعصا يشرح فيه ويشير وبطريقه فجه اثارت غضب الكثيرين علي مواضع من جسم المانيكان مشيرا كيف يمكن للبس المرأه أن يكون سببا مباشراً وغير مباشراً للتحرش بها وبالطبع مما قد يؤدي الي إغتصابها،  وغيره وغيره من الدعاه ورجال الدين الذين يتمحور كلامهم دائما حول لبس المرأه وباعتباره سببا رئيسا لإقتراف  هذه الجرائم البشعه، ووصل الأمر أن قياده دينيه أخري معروفه قامت بتجهيز ملابس للنساء اللائي يدخلن بها مكان العباده عليهن لبس هذه الملابس وإلا لا تستطيع تستطيع الدخول، مما يؤكد هذه الحوارات التي تملأ فضاءنا ان المرأه هي السبب في التحرش بها ومن ثم إغتصابها.
 
إن الأمر جِد خطير وبشع ويحتاج تكاتف مجتمعي، ويحتاج تعاون بين جميع المؤسسات المعنيه بالتربيه والتعليم وكذلك المعنيه بالتجديد الثقافي، وبما في ذلك تجديد الفكر الديني وإعاده بناء الفكر الجمعي للجماهير والتي تم إختزاله وتجميده علي ان المرأه عوره وخلقت لإمتاع وخدمه الرجل وعبر عقود من الزمان لإعاده تغيير هذا الفكر  والإتجاه نحو المرأه وإعاده إعتبارها بأنها إنسانه خلقت بالكرامه والعزه من الخالق العظيم ومثل الرجل تماما، وأنها مواطنه لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات كإنسانه كامله الأهليه، وهو الأمر الذي سيحتاج بجوار التماسك والتعاون وتكثيف عمليه تجديد الفكر الجمعي بكل الوسائل والأدوات والآليات الممكنه، كما يحتاج ايضا الإستمرار في عمليه التجديد هذه لفتره طويله من الزمن، كما يحتاج الوصول الي كل الأعمار صغاراً وشباباً وشيوخاً، وفي كل المناطق حضريه وريفية وعشوائية وهو ما يتطلب الشراكه والتفاعل الكامل بين الجميع وإعطاء الفرص الكامله لمنظمات المجتمع المدني.