بقلم / نجيب محفوظ نجيب .
عندما كانت شمس النهار تستعد للرحيل ... كنت أجلس وحيدا على شاطئ البحر ... أتأمل مشهد الغروب الملهم في هدوء ... أغوص في فكر عميق ... أرحل في عالم سحري بلاحدود ... لم يأخذنى منه سوى رنين تليفونى المحمول ... كان المتحدث صديق لى ... لم أستطع ان أفهم منه كلمة واحدة ... فقد كان منهاراً ... حاولت أن أهدئه ... ولكنه كان يريد ان يرانى ... أنهيت الحديث ... وذهبت إليه ... فى منزله ... دار بيننا هذا الحوار ... 
أنا: ماذا حدث ؟!  ... ما الذى أصابك ؟!
 
صديقي: كنت اظن انني اعرفه جيدا !!! فهو صديق عمرى !!! .
 
وماذا أكتشفت !
كان يرتدى قناع ... فطوال فترة صداقتي له ... كان يخفى عنى وجهه الحقيقى ... والآن عندما وجد نفسه بين إختيارين ... إما صداقتى ... أو مصلحته ... لم يتردد ... وفضل أن يختار مصلحته الشخصية ...
 
ربما تكون قد خدعت في إنسان كنت تظن أنه صديقك ... فنحن عندما نحب ... نثق فيمن نحب ... ونخفى عن عيوننا بأيدينا عيوب الحبيب ...
لا اصدق نفسى !!!  يكاد عقلي يطير !!! كيف استطاع أن يخدعني طوال هذه الفترة ؟! .
 
لأنك وثقت فيه ... وأعطيته الأمان ... لم تستطع أن تكتشف حقيقته ... ولكن عندما جاء إختبار حقيقى لمعنى صداقتكما ... سقط القناع الذى كان يرتديه ... وظهر لك وجهه الحقيقى ...لم يكن إختيارك لصديقك خطأك ... لأنه عرف كيف يتقن تمثيل دوره ... ولكنك يجب أن تدقق دائما في إختياراتك ... وماعليك سوى أن ترفع عينيك إلى السماء ... وتطلب من المسيح ان يكشف عن عينيك ... ويمنحك أن ترى الحياة بعينيه ... ويعطيك روح الحكمة والإفراز ... فهو الوحيد الذى يعرف حقيقة الإنسان ..لأنه وحده أبو الإنسان ... .