المهندس والمعماري الفرنسي غوستاف إيفل، الذي اشتهر بتصميم المنشآت المعدنية سواء كانت كباري أو سكك حديدية لكن أشهرها على الإطلاق كل من تمثال الحرية في نيويورك وبرج إيفل الذي حمل عنه اسمه منذ عام 1889 وحتى يومنا هذا، ولد في مثل هذا اليوم 15 ديسمبر 1832 وتوفي في 27 ديسمبر 1923 عن عمر يناهز 91 عاما.

ولد إيفل في مدينة ديجون شرق فرنسا وأتم تعليمه وهو في الثالثة والعشرين من عمره بمدرسة الفنون والصناعة وذلك في عام 1855 وهو نفس العام التي إستضافت فيه باريس أول معرض دولي على أرضها، بدأ إيفل حياته المهنية بالعمل في جنوب غرب فرنسا حيث أمضى عدة سنوات كمهندس للإشراف على الأعمال الهندسية لصالح السكك الحديدية الفرنسية ومن خلال هذه الوظيفة شارك في بناء كوبري السكة الحديدية في بوردو عام 1864.
 
وفي الفترة بين عامي 1864-1866 شارك إيفل في دراسات عن قناة السويس المصرية ولاحقا في عام 1866 قام بتأسيس مكتبه الهندسي الخاص والذي من خلاله بدأ القيام بتنفيذ العديد من المنشآت المعدنية في دول مختلفة مثل البرتغال وإسبانيا ورومانيا وفرنسا، وعام 1876 ذاع صيته حينما تم اختيار تصميمه الذي تقدم به للمسابقة الدولية لتصميم وبناء كوبري نهر دورو في البرتغال.
 
وقد تم اختيار التصميم لتميزه من ناحية الجمال ورخص تكلفة إنشائه بالإضافة إلى تطبيقه لنظريات جديدة في الهندسة الإنشائية القائمة على اكتشافات ماكسويل في 1864، وقام بافتتاح هذا الكوبري في 1877 كل من لويس الأول ملك البرتغال وماريا بيا ملكة البرتغال وقد سمي الكوبري على اسمها، وظل هذا الكوبري يعمل حتى عام 1991 حيث جرى استبداله.
 
عام 1900 قام بتصميم مبنى لاروش، وهو مبني دائري مؤلف من ثلاثة طوابق أنشئ بصورة مؤقتة كروتاندا لحفظ الخمر في المعرض الدولي الذي أقيم بباريس عام 1900 وقد أصبح هذا المبنى أحد المعالم الأثرية للمدينة اليوم، وفي عام 1889 تعرض إيفل لفضيحة مالية مع فرديناند دى لسبس في مشروع قناة بنما لكن تم تبرئته لاحقا منها وعلى إثر هذه الفضيحة قرر إيفل أن يتفرغ تماما للبحث العلمي وقد قضى بالفعل الثلاثين عاما الأخيرة من عمره يعمل في أبحاث مقاومة المباني للرياح وتصميم نفق الرياح حتى توفي في منزله بباريس عن 91 عاما حافلة بالعطاء والتميز.