في مثل هذا اليوم 14 ديسمبر عام 2013 هبطت مركبة تشانج آه-3 الصينية على سطح القمر حاملةً مسبار "يوتو"، لتصبح بذلك أول مركبة تفعل ذلك منذ سنة 1976م، وهو مسبار فضائي صيني ثالث، أرسلته إدارة الفضاء الوطنية الصينية إلى القمر، وخططت إرسال ثلاثة مسبارات أخرى في إطار برنامج الصين لبحوث الفضاء.

بعدما أرسل المسباران السابقان تـشانغ إي-1 وتشانغ إي-2 ليبقيا في مدى حول القمر فإن تشانغ إي-3 هبط بنجاح على سطح القمر، وهو عبارة عن مركبة فضائية غير مأهولة تقوم بقياسات عن طبيعة القمر وتحمل معها متجول استكشاف يسمى "يوتو" لتكملة الاستكشافات، والتسمية تشانغ ترمز إلى الإلهة الصينية "تشانغ" واسم المتجول "يوتو" يشير إلى مزامل لها وهو في المعتقد الصيني أرنب أصفر.
 
وأطلق المسبار الفضائي تشانغ إي-3 على متن صاروخ حامل من نوع المارش الطويل بي-3 في يوم 1 ديسمبر 2013 من مركز الفضاء الصيني كسيشانغ، بودأت الرحلة بدورات حول الأرض، وبعد مضي 20 دقيقة بعد الانطلاق انفصل المسبار عن الصاروخ، ومن المدار حول الأرض بدأ المسبار يدخل في مدى ينقله إلى القمر. 
 
وبدأ في يوم 6 ديسمبر الانتقال إلى مدى حول القمر وعدّل المدار بتحكم من الأرض ثلاثة مرات، ثم أجريت عملية كبح حيث اتخذ فيها المسبار مدارا دائريا حول القمر على ارتفاع 100 كيلومتر، وبعده بدأت عملية تنزيل للمدار حتى أصبحت أقرب نقطة للمدار حول القمر على ارتفاع 15 كيلومتر من سطح القمر، ثم بدأت مناورة الكبح لكي تهبط تـشانغ إي-3 بسلام على سطح القمر..
 
تم الهبوط بنجاح في يوم 14 ديسمبر وكان ذلك خلال دورة مبكرة مما جعل موقع الهبوط منزاحا عن المخطط بنحو 250 كيلومتر شرق منطقة زينوس إريدوم (بحر الأمطار) عند الخطوط الجغرافية للقمر 44،115° شمالا 19،515° غربا. وسجلت صور أثناء الهبوط، وبعد ذلك بستة ساعات غادر المتجول "يوتو" (وتبلغ كتلته 140 كيلوغرام) المركبة الفضائية تشانغ إي-3 عن طريق مدرج مائل، ولتزويد المركبتان بالطاقة فقد حملت نشانغ إي-3 بطارية نظائر مشعة وتساندها ألواح شمسية تعمل أثناء النهار.
 
أما المسبار المتجول فكان يحمل ألواحا شمسية فقط تكفي لعمل أجهزته، فكان يعمل أثناء النهار على القمر ويبطل العمل ليلا حيث ينقطع عنه ضوء الشمس. ولكن كان عليه وحدة تدفئة تعمل بمواد مشعة بغرض التدفئة ليلا حتى لا يصيب أجهزته العطل.
 
بغرض الحصول على الإشارات والمعلومات على مدى اليوم إلى الأرض استعانت الصين بهوائيات إيسا الوكالة الأوروبية لبحوث الفضاء، حيث لها مراكز استقبال ESTRACK متعددة في بلاد مختلفة على الأرض، وكان الاتصال يتم لاسلكيا بين يوتو ومركبة الفضاء تشانغ إي-3 ثم إلى الأرض، وبالعكس عند إرسال توجيهات من الأرض إلى مركبة الفضاء أو المسبار يوتو.
 
بدأ جهاز مطياف الأشعة السينية الموجود على المتجول "يوتو"، بغرض تعيين التركيب الكيميائي لأرضية سطح القمر، هذا المطياف الذي يعمل بأشعة إكس وأشعة ألفا يمكنه تعيين نسب المواد المختلفة الموجودة في صخور وأتربة القمر عن طريق تحليل أشعة إكس الفلورية والتحفيز لإشعاع أشعة إكس بواسطة جسيمات (PIXE).
 
في يوم 27 يناير حدث خلل في الاتصال اللاسلكي بالمتجول مما كان سيهدد عمليات البعثة. وبعد محاولات تعديلية من الأرض عاد يوتو يرسل اشاراته في يوم 10 مارس 2014 (بعد الليلة الثالثة على القمر)، وفي أمسية 3 أغسطس 2016 ودّع يوتو المركز على الأرض وأنهى عمله، وعلى الرغم من أنه كان مصمما ليعمل لمدة ثلاثة أشهر فقد أجرى فحوصاتها على القمر لمدة 31 شهر.
 
ومن حيث النتائج النتائج قطع المسبار المتجول يوتو على سطح القمر مسافة 114 متر، وطبقا للمعلومات التي أرسلها إلى الأرض عن ما قام به من فحوصات، فعلى القمر طبقة حطام صخري أمكن للرادار تخللها تقدر بثلاثة أمتار، وطبقة بسمك بين 41 إلى 46 من صخر البازلت تحتو على نسبةكبيرة من أكسيد التيتانيوم، وتوجد تحتها طبقة بعمق 140 متر طبقة من البازلت ثانية ذات تكوين كيميائي آخر. كما أمكن بواسطة المطياف APX الكشف عن عناصر المنغنيز والألمونيوم والسليكون والبوتاسيوم والكالسيوم ونسب قليلة من عناصر أخرى. 
 
أطلق على منطقة الهبوط في يوم 5 أكتوبر اسما رسميا Guang Han Gong، وهو يشير إلى "قصر القمر " طبقا للأساطير الصينينة، ذلك القصر الذي كانت تعيش فيه الإلهة تشانغ إي ويوتو، وجنت البعثة علاوة على ذلك نحو 35 غيغابايت من الصور وقد قامت الصين بنشرها.