كتب – روماني صبري

قال المتروبوليت باسيليوس منصور، مطران عكار في سوريا وتوابعها، التوبة والعودة عن طريق الخطأ، والسير سيرا حثيثا في دروب الله، يرضي الله ليس لأن الله يحتاج هذا التغيير منا، بل لأنّ التّوبة تتماشى مع محبّة الله.

مضيفا في عظته، الله يغير لنا صفحات تاريخنا الأسود ويقلبها إلى صفحات بيضاء، الأنبياء كانت كلماتهم للشّعب مذكرة بخطاياهم، وكانوا لا يخشون لومة لائم، أمام الملك وأمام الفقير، أمام السّيّد وأمام العبد، أمام الرّجال وأمام النّساء، أمام كلّ واحد يقولون الكلمة كما يجب أن تقال. دون لفّ ولا دوران.


لافتا :" المحبّة تفرض عليك أن تقول الكلمة لأخيك في وجهه كما هي، ولكن مليئة بالمحبّة والغيرة المقدّسة، نعلم أن المسيحيّة تختلف عن العهد القديم، كاختلاف الوصايا العشر عن التّطويبات على الجبل، الوصايا نهي خارجيّ، أما التّطويبات على الجبل فتمس عمق الإنسان بمشاعره وأحاسيسه، ليمسي الإنسان مسؤولا ولا يبقى طفلا.

مضيفا، يقول الرسول بولس: لقد جعل الله في الكنيسة رسلا أولا ثانيا أنبياء وثالثا معلمين. هؤلاء هم الذين ابتدعو الطّرق للعيش بما يفوق الطاقة البشرية، الحجر تتغيّر معالمة مع ظروف الطّبيعة، أمّا القدّيسون الّذين عاشوا في البراري، يفترشون الأرض ويلتحفون السّماء، فمحبة الله لا تغير معالمهم بل تجوهرهم.


وواصل :" ومنهم العموديون، كالقديس سمعان والقديس دانيال الّذي عيدنا له منذ يومين وغيرهما. وهم لم تتغير عزيمتهم بالجهادات المضنية، بل ثبّـتوا وجوههم على الحياة الحياة المقدّسة، عبدوا الله ليلا ونهارا مرتفعين عن الأرض، كما ترفّعوا عن العبوديّة التي تنشر شباكها في هذا العالم. قالوا نصلب نحن أنفسنا عن العالم، وما نظروا إلا باتّجاه يسوع المسيح.

لافتا، نحن المسيحيين يجب أن نعيش بما يليق بيسوع المسيح، دون الخطايا، لنصبح على ملء قامة يسوع يسوع. هل وصلنل أن نرد ّالمعاملة السّيّئة بالحسنة، وأن نغفر للمسيئين إلينا؟.

وطالب الشعب قائلا :" سالموا جميع النّاس على قدر الطّاعة، على قول بولس الرسول. ولكن يجب ألا نستسلم في وجه الصعوبات الكثيرة، وإلا كيف يمكن أن نقدّم عبادة ليسوع المسيح؟، المسيحيون هم الّذين لا يعرفون لذاتهم كلمة وإرادة ومشيئة إلا بما يتطابق مع مخطّط يسوع المسيح، لنقول كما في السّماء كذلك على الأرض.

واختتم :" جاء ربنا يسوع المسيح ليصنع الأرض سماء، وهؤلاء القديسون بجهاداتهم هم انبياؤنا أيضا، ومنهم من يتفوّق على أنبياء العهد القديم بالغيرة والمحبّة والتألّق.