قصة فصيرة .

بقلم / نجيب محفوظ نجيب 

عندما كنت أتطلع إلى عينيه كنت أرى الحياة ... فهو يؤمن إيماناً حياً يفوق مستوى الإدراك ... ويمتلك إرادة قوية تعبر حدود المستحيل ... لم أره يوماً ضعيفاً أو مهزوماً ... ورغم أن المرض قد أصابه ... لكنه كان دائماً يصارعه في تحد عجيب لا يوصف بكلمات ... أنه صديقي الذى علمنى كيف أرى الحياة بعينيه ... !

 

أقتربت منه في أحد الأيام وهمست إليه قائلاً : أعلم مدى الألم الذى تعانيه بسبب المرض ... وأدرك معنى صمودك أمامه في تحد ...ولكن ما يدهشنى ويحير عقلى هو إصرارك الدائم على الكتابة !!!

 

قال لي : عندما أمسك بالقلم...وابداً في تجسيد أفكارى على الورق ... أشعر أن الحياة لاتزال تتدفق فى أعماقى ... فهى لحظة صدق ... أرحل من خلالها عابراً حدود الزمان والمكان ... محاولاً إكتشاف المعنى الحقيقي للحياة.

 

وفى رحلة بحثى هذه عن الحياة ... تعلمت كيف أحياها ... وتعلمت أيضاً أنه حتماً ولابد أن أرحل تاركاً إياها ...

 

لهذا كان الخلود هو الحلم الذى ظل يسكنني منذ أن أدركت معناها ... والذى لا أزال أسعى جاهداً لتحقيقه ... سوف يعيش  الفكر  أملاً في أن يأتي اليوم الذى يستطيع الفكر فيه إحداث التغيير ... لأننا لانزال نعيش حالة من الثبات والصمت ... لانستطيع التغيير ... فقط نستطيع الرفض ... لانملك حق التغيير ... فقط نملك حق الرفض ...