كتب – روماني صبري 
 
تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتهنئة للشعب الفرنسي بمناسبة قرب حلول أعياد الميلاد، قائلا :" بإذن الله تكون سنة 2021 سعيدة وطيبة علينا جميعا، بعد ذلك ألقى الرئيس كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، وجاءت تصريحاته :  
 
وجب عدم ربط الإرهاب بالدين
فخامة الرئيس والصديق العزيز إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية،أتوجه إليكم بخالص الشكر على دعوتكم الكريمة لإتمام زيارة الدولة إلى بلدكم الصديق، كما أعرب عن تقديري لكرم الضيافة والحفاوة التي لقيناها منذ وصولنا إلى باريس وهو ما يؤكد على ما يجمع بين بلدينا من علاقات ذات طبيعة إستراتيجية وصداقة ممتدة على كافة الأصعدة وتوافر إرادة سياسية قوية للارتقاء بها إلى آفاق أرحب، حيث شهدت أوجه التعاون الثنائي خلال السنوات الماضية خطوات نوعية في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، كما يجري التشاور والتنسيق بيننا بصورة منتظمة ودورية إزاء مختلف القضايا محل الاهتمام المتبادل إقليميا ودوليا.
 
اتسمت المحادثات المنفردة والموسعة اليوم مع صديقي الرئيس ماكرون بالصراحة والشفافية وعكست مدى تقارب وجهات النظر بيننا حول الكثير من الملفات والقضايا الثنائية والإقليمية، حيث استعرضنا وبصورة تفصيلية كافة أواصر التعاون، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكيفية تطويرها لترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين بلدينا، التي شهدت كذلك قوة دفع واضحة في السنوات الأخيرة.
 
 
 وفي هذا الإطار، اتفقنا على أهمية العمل المشترك نحو زيادة قيمة الاستثمارات الفرنسية في مصر والاستفادة من الفرص الكبيرة التي توفرها المشروعات القومية العملاقة في مصر حاليا، وأكدنا على ضرورة الدفع قدما لزيادة التبادل التجاري بين البلدين وتحقيق التوازن به عبر إتاحة الفرصة لمزيد من نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الفرنسي
 
 بالإضافة إلى تعزيز التعاون في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية، خاصة في مجال التعليم والتعليم العالي والاتصالات تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتحول الرقمي والنقل والصحة والبنية الأساسية، كما استعرضنا أوجه التعاون العسكري وسبل تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بما يعكس الميراث الثقافي والحضاري الكبير لبلدينا.
 
ناقشنا أيضا أهمية زيادة تدفقات السياحة الفرنسية إلى المقاصد السياحية في الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان، وذلك في ضوء التدابير الاحترازية المشددة التي تطبقها مصر في تلك المقاصد والتي جعلت معدلات الإصابة بها تكاد تكون منعدمة، واسمح لي سيادة الرئيس اخرج عن السياق وأقول نحن في مصر  نتعامل مع هذا الموضوع بجدية، والمعدلات في الموجة الأولى والثانية معقولة جدا قياسا بالحالات في العالم، وفي المقاصد السياحية بطمئن كل أصدقاءنا الفرنسيين وأقولهم مفيش كورونا هناك.
 
وواصل : كما أعربت لفخامة الرئيس عن الإشادة بقرار استئناف الرحلات السياحية بين البلدين اعتبارا من 4 أكتوبر الماضي وفي هذا السياق تبادلنا الرؤى حول التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لانتشار فيروس كورونا المستجد، واستعرضت من جانبي الجهود الدؤوبة للتعامل مع هذه الأزمة والتي نجحت باقتدار في تحقيق التوازن الدقيق بين تطبيق الإجراءات الاحترازية لاحتواء انتشار الفيروس من جانب، واستمرار النشاط الاقتصادي وتفعيل نظام الحماية الاجتماعية لمعالجة الآثار السلبية لهذه الجائحة من جانب آخر، مما جعل مصر واحدة من الدول المعدودة التي استطاعت تحقيق معدلات نمو اقتصادي إيجابية في العالم.
 
على جانب آخر، لقد كانت المحادثات فرصة مهمة لتأكيد ضرورة العمل المشترك لتشجيع نشر قيم التسامح والاعتدال والتعايش المشترك بين الأديان والحضارات والشعوب ومحاربة ظواهر التطرف والإرهاب وكراهية الآخر والعنصرية بما يساهم في تعزيز الحوار بين أصحاب الأديان والثقافات المختلفة، كما أكدت على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي دين، وعدم الإساءة للرموز والمعتقدات المقدسة، وأهمية التمييز الكامل بين الإسلام كديانة سماوية عظيمة وبين ممارسات بعض العناصر المتطرفة، ومصر من أكثر الدول التي تأثرت بالإرهاب، ودفعت ثمنا باهظا، واستشهد عدد من أشقائنا المسيحيين ليدفعوا ثمن هذا التطرف كما استشهد عدد من أطياف الشعب المصري.
 
ثمة عناصر تنتسب اسما للإسلام وتسعى لاستغلاله لتبرير جرائمها الإرهابية، وفي هذا السياق، تناولنا أيضا جهودنا الجارية لصياغة آلية جماعية دولية للتصدي لخطاب الكراهية والتطرف، بمشاركة المؤسسات الدينية من جميع الأطراف بهدف نشر قيم السلام الإنساني وترسيخ أسس التسامح وفكر التعايش السلمي بين الشعوب جميعا.
 
وقد شملت محادثاتنا حوارا معمقا حول موضوعات حقوق الإنسان والعنصرية والإسلاموفوبيا، وذلك في ضوء ما تشهده القارة الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط من تحديات متصاعدة واضطرابات ونزاعات مسلحة بما يضع على عاتقنا مسئولية كبيرة للموازنة بين حفظ الأمن والاستقرار الداخلي من جهة وبين الحفاظ على قيم حقوق الإنسان بمفهومها الشامل من جهة ثانية.
 
 واستعرضت في هذا الصدد الجهود المصرية الرامية لمزيد من تعزيز حقوق الإنسان لكافة المواطنين دون تمييز عبر ترسيخ مفهوم المواطنة وتجديد الخطاب الديني وتطبيق حكم القانون على الجميع دون استثناء بالإضافة إلى تحديث البنية التشريعية، خاصة إقرار اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي لتسهيل عمل منظمات المجتمع المدني وتعزيز قدراتها التنظيمية والمالية، فضلا عن إطلاق أول إستراتيجية وطنية شاملة لحقوق الإنسان التي يجري إعدادها بمشاركة أطياف المجتمع المدني.
 
 
التعاون مع مصر مهم 
ومن جانبه شدد الرئيس الفرنسي، على أن التنسيق مع مصر مهم للبلدين ولقضايا المنطقة، لافتا :" بحثنا الملف الليبي مع الجانب المصري، والتقدم الذي حدث في ليبيا مهدد من بعض القوى الإقليمية التي هدفها زعزعة الاستقرار في المنطقة.
 
 مشددا على انه يجب ألا يبقى الشعب اللبناني رهينة في يد أي طبقة سياسية، وان لبنان يعاني من عدم تنفيذ المسار السياسي المطلوب." 
 
مؤكدا :" تنسق بلادنا مع كل الشركاء لدعم الحوار السياسي في ليبيا، ونرفض انتهاك سيادة الدول في منطقة شرقي المتوسط ، كما شدد الرئيس الفرنسي على أن التعاون العسكري والأمني مع مصر مثالي.