باحث: الولايات المتحدة تضغط على تركيا من خلال العقوبات

كتب – نعيم يوسف
طالب نواب في الكونجرس الأمريكي، من خلال مشروع القانون السنوي بشأن سياسيات الدفاع ب فرض عقوبات على تركيا لشرائها منظومة الدفاع الروسية إس - 400. وتأتي هذه التوصيات في وقت يطرح فيه فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية تساؤلات محورية، بشأن ما يمكن أن تؤول إليه علاقات بين واشنطن وأنقرة، بعد تنصيب بايدن.
 
التلويح بفرض عقوبات
ويقول محمود علوش، الكاتب والمحلل السياسي، إن التلويح الأمريكي بفرض عقوبات، لا يعتبر جديدا، ولكنه يتقاطع مع توقيت مهم سواء في أنقرة أو واشنطن، فإن الولايات المتحدة أمام إدارة أمريكية جديدة، وتركيا تشرع في تفعيل المنظومة، ولذلك الهدف من إعادة الحديث عن العقوبات هدفه الضغط على تركيا للتراجع عن تشغيلها، وفي نفس الوقت فرض هذه القضية على أولويات إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في الفترة المقبلة.
 
تدشين علاقة بأزمة
وأضاف "علوش"، في لقاء مع برنامج "رادار" المذاع على قناة "سكاي نيوز عربية"، أن تركيا لن تبدأ في تدشين العلاقات مع إدارة "جو بايدن" بأزمة، ومسألة الحوار مع الولايات المتحدة في هذا الملف ليست جديدة، وطلبت تشكيل لجنة مشتركة للحوار ليس خوفا من العقوبات ولكن لرغبتها في استعادة قوتها.
 
وأوضح، الباحث السياسي، أن إعادة الحديث عن العقوبات هو جزء من محاولة أمريكية لدفع تركيا للتخلي عن التعاون مع روسيا، ولكن لا بُد من إعادة نقاش جدي بين البلدين حول مستقبل العلاقات بينهما، والعودة إلى التحالف الاستراتيجي الذي كان في الماضي، والمسؤولية الآن تقع على عاتق الأمريكيين لحل المشكلات بينهما.
 
مشروع قانون لفرض عقوبات
أما الباحث في مؤسسة هيريتج، نايل غاردنر، فقال إن هناك مشروع قانون لفرض عقوبات على تركيا بسبب شراء منظومة الدفاع الروسية "إس 400"، وهذا المشروع سيدعمه الجمهوريون والديمقراطيون، ما يدفع الرئيس الأمريكي لفرض عقوبات على تركيا، مشيرا إلى أن تركيا تصرفت بشكل متهور عندما اشترت هذه المنظومة بهدف إضعاف حلف الناتو الذي تعتبر عضوا فيه، ولن تفلت من العقوبات، وسوف تستهدفها العقوبات بشكل مباشر.
 
مساحة ضيقة أمام تركيا
 وتابع "غاردنر"، في نفس اللقاء، أن تركيا لديها مساحة ضيقة للمناورة والتحرك، لأنه إذا قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالتحرك تجاهها، فيجب تطبيق العقوبات عليها، والأتراك ليس لديهم مساحة كبيرة للإفلات من العقوبات، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعلوه هو فعل ما يريده الأمريكيين، وإلا سوف تصعب الأمور على نفسها، مشيرا إلى أن تركيا عليها تقديم تنازلات لأن الأمر مع جو بايدن يختلف تماما عن سابقه، دونالد ترامب.
 
وأشار الباحث في مؤسسة هيريتج، إلى أن الولايات المتحدة سبق وفرضت عقوبات على مسؤولين أتراك، وتركيا يجب عليها اتخاذ قرار إذا ما كانت تريد التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، أم التعاون مع إيران وروسيا، موضحا أن هذا يقوض التحالف مع الغرب.