شريف شوباشي

 

احتار الفلاسفة فى تعريف معنى "الحرية" كما احتار فى ذلك علماء الاجتماع واساتذة علم النفس.. وجاء فيروس كورونا ليكرس هذه الحيرة.. فبعد ان ثبت ان الفيروس ينتقل من الانسان الى الانسان عن طريق الرذاذ بصفة اساسية.. اصبح التباعد الاجتماعى هو خير وسيلة للوقاية وافضل من العلاج والامصال.. فكيف تقبلت شعوب العالم قرارات الحكومة بالتشديد فى تطبيق التباعد الاجتماعى ؟ سآحذ 3 امثلة للتعبير عن "مفهوم الحرية " عند الشعوب.. فى امريكا هناك رفض عام لارتداء الماسكات وعدم التجمع فى المنازل والسهر خارج المنزل.. ورأيت اكثر من شخص امريكا يقول بثفة شديدة "هذه الاجراءات تتناقض مع الدستور الامريكى ومع مبدأ الحرية الشخصية الذى بنيت عليه امريكا.. ولذا فانا حر  ان اخرج وقتما اشاء "حيثما اشاء" وآخر يقول "نحن لسنا فى دول دكتاتوري مثل باكستان او روسيا حتى تملى علينا السلطات الرسمية امورا تحد من حريتنا الشخصية ومنها حرية التنقل والخروج من المنازل".. 

 

الموقف الآخر المتطرف من القضية شاهدته بعينى على شاشات التلفزيون الاجنبية وهو منظر "يوهان" وهى اول مكان ظهرت فيه الكورونا لكنها اختلف بعد فترة وجيزة لا تتعدى الثلاثة اشهر.. فكل الفيديوهات والصور التى شاهدتها اثبتت التزام الشعب الصينى التزاما صارما وحديديا بتعلميات حكومتهم.. كانت شوارع وميادين يوهان خالية من اى مظهر من مظاهر الحياة.. كان يوهان " خاوية على عروشها" وهذا السبب فى انها نجحت فى قهر الفيروس بسرعة شديدة (وليس السبب كما يظن انصار نظرية المؤامرة) ان هما اللى جابوا الفيروس وبعدين "اخفوه" بعد ان انتشر فى العالم وهو رأى مضحك ومبكى فى آن واحد.. 

 

الموقف الثالث كان موقف شعوب اوروبا الغربية التى تتقبل الاجراءات الاحترازية لكنها "تتمرد" عليها وتقوم بالتظاهر فى  الشوارع ضدها.. 

ممكن اعرف اصدقائى الاحباء يميلون الى اى موقف من هذه المواقف