سليمان شفيق
ترامب يسعي للمقاربة بين السعودية وقطر نحو انهاء معادلة الخلاف
ربما تكون ادارة الرئيس الامريكي ترامب (حتي 20 يناير القادم) قد لعبت دورا اساسيا في بلورة خليج مضاد لايران عبر التطبيع مع اسرائيل مما يشكل عقبة مركبة امام الادارة الجديدة للرئيس المنتخب بايدن في التعامل مع "المحمية الخليجية الملكية الاسرائيلية" من منظور حقوق الانسان او "الديمقراطية الامريكية" ، ويتزامن مع ذلك احراق الارض امام الادارة الجديدة من تكامل الادوار بين نتنياهو وترامب في اغتيال العالم النووي او سحب جزء من القوات الامريكية والدبلوماسيين من العراق ، الاان العقبة التي تواجة الادارة الترامبية هي  محاولات إنهاء الخلاف الذي دفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر لفرض مقاطعة دبلوماسية وتجارية وعلى السفر مع قطر منذ أواسط عام 2017.

في هذا الاتجاة تتم جولة صهر ترامب ورجل المهام الشرق اوسطية لراب الصدع بين السعودية وقطر ، ويدفع هذا الأمر تجاه تسوية الإشكالات العالقة بين الدوحة والرياض برغبة أكيدة من الطرفين في استئناف العلاقات الدبلوماسية؟ قابل بها أمير قطرتميم بن حمد آل ثاني. ويتوخى من هذه الزيارة في الدقائق الأخيرة من عمر ولاية ترامب رأب صدع العلاقات السعودية القطرية. وتحاول عبرها الإدارة الحالية تسجيل انتصارات دبلوماسية. فهل ينجح صهر ترامب في المهمة؟ ويعد كوشنر عراب إدارة ترامب في منطقة الخليج، خاصة في علاقة واشنطن بالرياض، وتربطه روابط متينة بولي العهد السعودي. وقد ساهم بشكل كبير في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين ثم السودان. وحاول كوشنر خلال هذه الجولة، على دفع السعودية إلى الدخول في اتفاقات مع إسرائيل ، لكن لا يبدو أن المملكة مستعدة لذلك في الوقت الحاضر. وإن كانت إدارة ترامب نجحت في انتزاع موافقة سعودية لعبور الطائرات الإسرائيلية لأجواء أراضيها، حسب ما صرح به مسؤول أمريكي.

في هذا السياق اعتمدت ادارة ترامب  علي خطة لعزل إيران (رغم الاتفاق النووي المبرم في 2015) والفلسطينيين (بعقد صفقة القرن)، تحاول اليوم تعزيز مكاسب سياستها الخارجية بأسرع وقت قبل نقل السلطة لبايدن، لأن ترامب يدرك أن إعادة بناء التكتل الخليجي حلقة مهمة في ذلك. وظلت الرياض ترفض تسوية العلاقات مع الدوحة إلا بشروط محددة، لخصها المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي في "تراجع قطر عن مواقفها السابقة وعن دعمها للإرهابيين ومنحها المنصة الإعلامية للأحزاب المتطرفة وعن تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية الأخرى

في هذا الاتجاة اكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وجود تحرك دبلوماسي لحل الأزمة الخليجية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى. وقال الوزير إنه لا يمكنه التكهن بقدرة هذا التحرك على التوصل لانفراجة وشيكة وتسوية جميع الخلافات، مشددا على ضرورة أن يكون الحل شاملا

وأكد بن عبد الرحمن أن أي حل للنزاع الخليجي يجب أن يكون شاملا

واضاف وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" أن المحادثات الجارية مع السعودية "كسرت الجمود" القائم منذ أكثر من سنتين، معربا عن تفاؤله حيال الأزمة الدبلوماسية في الخليج. وأوضح أن الدوحة ستبقى ممتنة لأي دولة فتحت أبوابها لقطر وساعدتها خلال الأزمة، "ولن ندير ظهرنا لها أبدا"، في إشارة إلى تركيا.

لكنه شدد على أن الدوحة ليست مستعدة لتغيير علاقتها مع تركيا، التي تعتبر قطر أنها إلى جانب إيران، ساعدتها في تخطي تبعات المقاطعة الاقتصادية للدول الأربع. وأوضح أن "أي دولة فتحت لنا أبوابها وساعدتنا خلال الأزمة، سنبقى ممتنين لها  ولن ندير ظهرنا لها أبدا".

وكانت الدول الخليجية الأربع، المقاطعة للدوحة وعلى رأسها السعودية، قدمت 13 شرطا لإعادة العلاقات مع الإمارة الثرية، بينها إغلاق قناة الجزيرة، وخفض العلاقات مع إيران، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو 2017 علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم جماعات إسلامية متطرفة والتقارب مع إيران، وهو ما نفته الإمارة.

لكن على الرغم من انتهاء زيارة صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر إلى قطر الأربعاء الماضي ، لا تزال تفاصيل هذه الزيارة قيد الكتمان. لكن بحسب المحللين، فإن الموضوع الأساسي لهذه الزيارة ركز على إيجاد حلول للأزمة الخليجية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
من جهته، يتوقع المحلل توبياس بورك من معهد الخدمات الملكية المتحدة "انبثاق نوع من إجراءات بناء الثقة، ربما من خلال فتح المجال الجوي السعودي أمام الخطوط الجوية القطرية".

وكان مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي روبرت أوبراين أكد مؤخرا أن السماح للطائرات القطرية بالتحليق فوق الأجواء السعودية يعد أولوية لإدارة ترامب.

تركزت الجولة علي سياسة الخطوة خطوة اي فك الاشتباك بين السعودية وقطر اولا وصولا الي باقي اطراف المحور من مصر والامارات والبحرين .
وبحسب تشينزيا بيانكو الباحثة في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، فإنّ السعودية "تنظر في إمكانية مرحلة تجريبية انتقالية لترى إن كان بإمكانها البدء في حل النزاع".