هاني صبري
قام مستوطن إسرائيلي متشدد بأضرام النار داخل كنيسة الجثسيمانية " كنيسة كل الأمم"  في منطقة وادي قدرون بالقرب من طريق باب الأسباط في مدينة القدس الشرقية ، وإلقي مواد قابلة للاشتعال وقد نتج عن ذلك حدوث أضرار طفيفة بأحد المقاعد الخشبية في الكنيسة.
 
وقد قام العاملون في الكنيسة، بجانب طواقم الإطفاء بإخماد النيران بسرعة ولَم ينتشر الحريق في كل أنحاء الكنيسة ولكن الدخان تراكم وغمر المقاعد داخل المبني. 
 
 وأوقف حارس الكنيسة المشتبه به حتى وصول الشرطة وألقت الشرطة الإسرائيلية القبض علي المتهم.
 
إن الأضرار المادية داخل كنيسة الجثسيمانية بسبب الحريق هي طفيفة، لكن هذا الفعل الاثيم يُدمي قلوب المسيحيين لأن الكنيسة غالية علي مسيحيي العالم، ويشكل هذا الاقتحام الإرهابي جريمة عنصرية، ويُعيد تاريخا عنوانه الخيانة والكراهية والاستبداد على الصخرة التي تقع داخل الكنيسة الذي صلى فيها السيد المسيح في ليلة اعتقاله وقبل خيانته وتسليمه للصلب.
 
 جدير بالذكر أن كنيسة الجثسيمانية " كنيسة كل الأمم" هي كنيسة تقع علي سفح جبل الزيتون في القدس في بستان جثيسماني، وشيدت الكنيسة فوق الصخرة الذي صلي عليها السيد المسيح، في الفترة من 1919 إلي 1924م بدعم مالي من عدة بلدان مختلفة. 
 
وأكثر ما يميز الكنيسة واجهتها وهي مدعمة بصف من الأعمدة في أعلاها لوحة فسيفسائية تصور السيد المسيح بشكل رمزي علي أنه صلة الوصل بين الله والبشرية. 
 
وقد سبق ونفذ مستوطنون يهود في السنوات الماضية العديد من الهجمات على أماكن دينية منها هجمات علي كنيسة الجثسيمانية " "كنيسة كل الأمم". 
 
ففي 18- 5- 1995 حاول مستوطن إضرام النار داخل كنيسة الجثسيمانية، وفي عام 1998 دخل جندي صهيوني إلى الكنيسة، وأطلق النار على المصلين فيها.
 
وفي 20- 1- 2010 عقدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات مؤتمراً ، كشفت خلاله قيام سلطات الاحتلال وأذرعته المختلفة، بعمل حفريات جديدة تمتد من قمة جبل الزيتون حتى كنيسة الجثسيمانية ، بما يهدد بانهيارات كبيرة في أماكن الحفريات.
 
وليتذكر من حاول حرق الكنيسة أو الاعتداء عليها، أنها كنيسة كل الأمم التي جمعها السيد المسيح بألآمه، ومن يحاول الاعتداء هذه الكنيسة بالذات يحاول التعدي على ألآم السيد المسيح مرة أخرى وعلى كافة الأمم التي تسجد خشوعاً لليلة معاناته وألآمه عن البشرية، بعدها القيامة منتصراً لكي ما يعطي الحياة الأبدية لكل ما يؤمن به.
 
نطالب بفتح تحقيق عاجل وفوري حول واقعة حرق كنيسة الجثسيمانية في مدينة القدس التي تشكل جريمة إرهابية ويجب التصدي لها بكل حزم وفقاً للقانون.