خوفاً من إثارة حفيظة والدها منذ بدأت الكتابة للصحافة، كانت عائشة عبدالرحمن تكتب مقالاتها باسم مستعار وهو «بنت الشاطئ» مستلهمة إياه من سنوات نشأتها الأولى على شواطئ دمياط التي ولدت بها في منتصف نوفمبر ١٩١٢وكان والدها مدرساً بالمعهد الدينى بدمياط، تلقت بنت الشاطئ تعليمها الأولى في كتاب القرية، فحفظت القرآن، ولما أرادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر رفض والدها عملا بتقاليد ذلك الزمان، التي تقضى بعدم خروج البنات، فتلقت تعليمها بالمنزل، وأبدت تفوقا على مثيلاتها في الامتحان، ورغم رفض أبيها وبدعم من والدتها التحقت بجامعة (الملك فؤاد) القاهرة حاليا.

وتخرجت في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام ١٩٣٩، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام ١٩٤١، وتزوجت من أستاذها بالجامعة الشيخ أمين الخولى، مؤسس جماعة الأمناء، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، وواصلت مسيرتها العلمية فنالت الدكتوراة عام ١٩٥٠، وناقشها فيها طه حسين شغلت بنت الشاطئ موقع أستاذ التفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب، وأستاذ كرسى اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس، وأستاذ زائر لجامعات أم درمان ١٩٦٧والخرطوم، والجزائر ١٩٦٨، وبيروت ١٩٧٢ وجامعة الإمارات ١٩٨١، وكلية التربية للبنات في الرياض ما بين عامى ١٩٧٥ و١٩٨٣.

وخرجت من تحت يدها أجيال من العلماء والمفكرين من تسع دول عربية قامت بالتدريس بها،وكانت قد اقتحمت مجال الكتابة الصحفية منذ كانت سنها ١٨ سنة في مجلة «النهضة النسائية» وبعدها بعامين بدأت الكتابة في الأهرام فكانت ثانى امرأة تكتب بها بعد «مى زيادة»وكان آخرمقال نشرلها بـ«الأهرام» يوم ٢٦ نوفمبر ١٩٩٨ وكان لها الكثير من السجالات الفكرية، ومن مؤلفاتها الكثيرة التفسير البيانى للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، فضلا عن سيرتها الذاتية بعنوان (على الجسر سيرة ذاتية).

وحصلت على الكثيرمن الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام ١٩٧٨ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب وجائزة الأدب من الكويت عام ١٩٨٨وجائزة الملك فيصل للأدب العربى عام ١٩٩٤كما منحها العديدمن المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل «مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة» و«المجالس القومية المتخصصة» إلى أن توفيت «زي النهارده» في الأول من ديسمبر ١٩٩٨.