في مثل هذا اليوم، الأول من ديسمبر عام 1863، ولد الكاتب والأديب الكبير قاسم أمين، رائد تحرير المرأة، وزعيم الحركة النسائية في مصر، وأحد مؤسسي الحركة الوطنية في مصر وأيضًا أحد مؤسسي جامعة القاهرة.

ولد لعائلة أرستقراطية، وحصل على ليسانس من مدرسة الحقوق والإدارة عام 1881، ثم سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا، لمدة أربع سنوات؛ حيث درس القانون بجامعة مونبلييه، وتخرج عام 1885، وأثناء دراسته بفرنسا تواصل مع جمال الدين الأفغاني ومدرسته؛ حيث كان المترجم الخاص بالإمام محمد عبده في باريس. 
 
وبعد أن عاد من فرنسا؛ كتب لجريدة المؤيد، 19 مقالًا عن العلل الاجتماعية في مصر؛ حيث رأى أن الكثير من العادات الشائعة، لم يكن أساسها الدين الإسلامي، وفي عام 1894 ألف كتاب "المصريون"، ردًا على الكونت داركور، الذي كتب عن المصريين، وجرَّح كرامتهم وقوميتهم، وطعن بالدين الإسلامي.
 
وكان "قاسم"، يرى أن تربية النساء هي الأساس لإقامة مجتمع مصري صالح، وتخريج أجيال صالحة، من البنين والبنات؛ فعمل على تحرير المرأة المسلمة، ومن هنا ذاعت شهرته، ولقيَّ هجومًا كبيرًا، حيث اتهمه مهاجموه بالدعوة للانحلال.
 
وفي عام 1899؛ أصدر كتاب "تحرير المرأة"، بدعم من الشيخ محمد عبده، وسعد زغلول؛ حيث دعا فيه لتحرير المرأة، لتخرج للمجتمع، وتلم بشئون الحياة، كما تحدث عن الحجاب والزواج والطلاق، وقد ترجم الإنجليزُ الكتاب، أثناء وجودهم في مصر، إلى الإنجليزية، ونشروه في الهند والمستعمرات الإسلامية.
 
وقد أثار هذا الكتاب ضجة كبرى، وعاصفة من الاحتجاجات والنقد؛ حيث رد عليه في نفس العام الزعيم مصطفى كامل، فهاجمه وربط أفكاره بالاستعمار الإنجليزي، وكما رد عليه الاقتصادي المصري طلعت حرب، بكتاب "فصل الخطاب في المرأة والحجاب"، وأيضًا الكاتب محمد فريد وجدي، بكتاب "المرأة المسلمة".
 
لكن هذا النقد والهجوم، لم يؤثرا على قاسم أمين، فظل يدرس الكتب والمقالات لمدة سنتين، ليصدر بعدهما كتاب "المرأة الجديدة"، عام 1901؛ ردًا عليهم؛ حيث يتضمن أفكار الكتاب الأول نفسها، ويستدل على أقواله بأقوال الغربيين، وطالب بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها، ومنها الحقوق السياسية وأهداه لصديقه الزعيم سعد زغلول.
 
وكان "قاسم"، يهتم بالأسلوب والفعل، ولايهمه المظهر؛ حيث أشار في كتابات متعددة عن المرأة، إلى أنه ليس من المهم أن تكون محجبة، إنما المهم طريقة تفكيرها وتصرفاتها، وبجانب شهرته كزعيم للحركة النسائية؛ اشتهر أيضًا بدفاعه عن الحرية الاجتماعية، وتحقيق العدالة، حيث كان قاضيًا وكاتبًا وأديبًا ومصلحًا اجتماعيًا.
 
كما دعا قاسم أمين، لتحرير اللغة العربية من التكلف والسجع، لكن لم يتفق أحدٌ معه على التحرر من حركات الإعراب، فماتت دعوته قبل أن تبدأ، وتوفي في 23 أبريل عام 1908، وهو في الخامسة والأربعين من عمره.