ماتت كمدًا على فراق نجلها، بعد 48 ساعة فقط من وفاته تحت عجلات سيارة فارهة كان يقودها نجل وزير سابق، حيث لفظ الشاب الأربعيني شريف سعد أنفاسه الأخيرة، بسبب رعونة قائد السيارة خلال عبوره الطريق أمام هرم سيتي في أكتوبر.
 
الحادث المؤلم ترك مرارة في حلق والدة الشاب، فأصيبت بصدمة قوية جعلتها تدخل في حالة اكتئاب شديدة، كلما نظرت إلى أولاد ابنها الأربعة: جومانا 11 سنة، وديالا 8 سنوات، وكارلا 4 سنوات، وسليم عمره عامان ونصف، وهى تحدث نفسها، تبحث عن أسئلة محيرة عن مصير الأطفال الأربعة، الذين فقدوا والدهم وهم في عمر الزهور، وفي احتياج شديد لرعايته وعطفه، لكنها إرادة الله.
 
سادت حالة من الحزن الشديد، منصات التواصل الاجتماعي بعد تداول خبر وفاة والدة الشاب بعد يومين من رحيله المفاجئ إثر حادث مروع، ودعوا للشاب ووالدته بالمغفرة والرحمة، وأن يجمعهما معًا في الجنة، وطالبوا بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم المتسبب في الحادث، بسبب رعونته في قيادة السيارة.
 
وأفادت تحريات المباحث أن المتهم هو نجل "أشرف س." وزير الاستثمار الأسبق في حكومة الدكتور إبراهيم محلب، ونجحت قوات الأمن في إلقاء القبض عليه وخضع للفحوصات التي أثبتت تأثره بتعاطيه المواد المخدرة أثناء الواقعة، إذ كان يستقل سيارة ماركة "بي إم دبليو إكس 3"، تسير بسرعة جنونية تجاه الشاب الأربعيني، حتى دهسه.
 
تحفظت أجهزة الأمن على السيارة، ولاحقت المباحث المتهم حتى تمكنت من القبض عليه، بعد ساعات من تنفيذ الحادث، وذلك من خلال تتبع أرقام لوحة السيارة التي تهشم الجزء الأمامي منها، وتبين أن عمره 19 سنة، ونجل وزير سابق.
 
أحيل المتهم إلى النيابة العامة، التي قررت حبسه بتهمة القتل الخطأ، وأحالته إلى مصلحة الطب الشرعي لتحليل مخدرات، وثبت أنه كان يقود سيارته تحت تأثير المخدر، ونسبت إليه النيابة تهمة تعاطي المخدرات وقيادة سيارته تحت تأثيرها.
 
وبدأت الأجهزة الأمنية، مناقشة شهود العيان حول الحادث، الذين أدلوا بمواصفات السيارة التي كانت متجهة في الطريق المؤدي إلى مدينة الشيخ زايد، وكان يسير بسرعة جنونية، وبدأ فريق بحث من ضباط مديرية أمن الجيزة، فحص السيارات المشابهة للمواصفات، وتمكنت الشرطة من تحديد هوية المتهم وبيانات السيارة التي تطابقت مع أقوال شهود العيان وألقي القبض على المتهم.