45عاماً، هو العمر الذي جمع حورية علام، الأم المسنة، وابنها مصطفى الشناوي كلبوش، عاشا سوياً دون أن يفترقا، حرص الابن على تناول العشاء والإفطار معها كل صباح، وبعد سفره مع نجله إلى السودان في امتحانات الثانوية العامة، العام الماضي، لم يتردد في السؤال عنها كل صباح ومساء، ارتبطا الإثنين معاً بقصة حب قوية جمعت الأم وابنها حتى أنهما أصيب بكورونا معاً وتوفيا في أسبوع واحد .
 
" قلبي حاسس إن مصطفى مات، قولولي الحقيقة، هاتولي مصطفى، مكلمنيش فيديو ابني مات" كانت آخر كلمات العجوز داخل المستشفى الخاص الذي حُجزت به بعد إصابتها بكورونا ونقلها من مستشفى سيدي غازي الحكومي إلى المستشفى الخاص بناءً على وصية أبنها الذي جرى حجزه بمستشفى كفر الشيخ الجامعي، ليلقيا ربهما ويُدفنا في مقبرتين متجاورتين.
 
قصة ارتباط غير عادية بين الأم وابنها البالغ من العمر 45 عاماً، حتى أن أحفادها كانوا يصفونها بأنها تحب والدهم أكثر منهم، وفقا لأحمد أبو زيد غنيم، ابن شقيقة المتوفاة: "مصطفى كان مرتبط بخالتي ارتباط كبير، مكنش يقدر يتعشى ولا يفطر من غيرها، وبرغم انشغالاته لأنه رجل اعمال يعمل في مجال العقارات إلا أنه كان حريص على البقاء معها فترة طويلة، برغم علاقته الاجتماعية، وطول عمره مكافح ولديه 4 أولاد أكبرهم في أولى جامعة" .
 
يقول غنيم لـ" الوطن"، إن مصطفى كان رجلاً بمعنى الكلمة تجده في الحزن قبل الفرح، وكان متميزاً في عمله حتى أنه حصل على توكيل شركة عالمية، وكانت والدته تدعو له، ورفض أن تعيش بعيداً عنه، وخلال تواجده في السودان حاولت إحدى الفتيات استغلاله في تهريب بعض خطوط" التجسس" لمصر، إلا أنه تعاون مع أجهزة الأمن المصرية وجرى القبض على شبكة.
 
يضيف غنيم، أن والدته كانت تدير مخبزا، واكتشفا إصابتهما بكورونا في السادس من نوفمبر الماضي، وجرى حجزه بمستشفى كفر الشيخ الجامعي، إلا أنه كان يعاني من مشاكل في الصدر وتوفي متأثراً بإصابته بالفيروس، وبعده حجزه بيومين جرى حجز والدته بمستشفى سيدي غازي المركزي إلا أنه طلب نقلها لمستشفى خاص وبالفعل تم نقلها، وتوفيت بعده بنحو 6 أيام، لكنها كانت تشعر أن ابنها توفي وكانت دائما تقول: ابني مات وأنا هروحله".
 
وتحولت صفحات موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك"، لدفتر عزاء مفتوح للحاجة حورية وابنها مصطفى، ونعاهم أهالي قرية منية مسير التابعة لمركز كفر الشيخ، وبعض نواب مجلس الشيوخ، بكلمات مؤثرة، بينما تحولت قريتهما لسرادق عزاء مفتوح بعد وفاتهما.