ظاهره حلوى، وباطنه ينشر عادة التدخين السيئة بين الأطفال، هو منتج جديد منتشر داخل معظم محلات البقالة خاصة بالقرى، غير أن طريقة طرحه تنذر بصناعة الانحراف، وتغتال البراءة وتضرب الطفولة في مقتل، إذ فوجئ الأهالي بمحافظة المنيا بمحلات بقالة تبيع سلعة جديدة عبارة عن علب، غلافها الخارجي يشبه علبة "السجائر"، بمنتهى الدقة، وبداخلها لبان مغلف في شكل سجائر بلون أبيض وفلتر أحمر، والخطر الأكبر أنه بسحب نفس من الفلتر تتصاعد سحابة دخان خفيفة من الحلوى.
 
شكل العلبة التي انتشرت بسرعة البرق بين الأطفال في المنيا، لايختلف عن شكل علب السجائر العادية باستثناء اسم المنتج "ماردونا"، فالمنتج محفوظ داخل علبه تشبة علب سجائر ماركة شهيرة، ومكتوب عليها باللغه الإنجليزيه "sweet maradon" – إي "حلوى ماردونا"، حتى العلامة التجارية مقلدة على الغلاف بالجانبين لشركة شهيرة تنتج التبغ.
 
الغريب أن العلبة التي ظهرت بالأسواق قبل نحو أسبوع واحد، مدون عليها فقط المكونات وهي: "مادة لدنة، جلوكوز، مكسب طعم الفواكه، ليثسين صويا 133، جلسرين، نشا غذائي، يحفظ في مكان بعيد عن الشمس نهائيا، المصنع غير مسؤول عن سوء التخزين، الصلاحيه عام ونصف من تاريخ الإنتاج المدون على العلبة وهو نوفمبر 2020"، دون إي إشارة لاسم المصنع أو عنوانه مما يرجح أنها سلعة مجهولة المصدر.
 
الأمر أفزع الأهالي حينما اكتشفوا الإقبال المتصاعد من الأطفال على شراء هذا النوع من اللبان، ولاحظوا ابنائهم يضعوه في أفواههم كالسجائر، معتبرين أنه أمر عادي كونهم يعرفون أنها حلوى عبارة عن لبان، وزادت مخاوفهم حينما لاحظوا أنه بسحب نفس من فلتر اللبان تظهر سحابة دخان خفيفة.
 
طالب معلم بمدرسة ابتدائي، طلب عدم ذكر اسمه، بسرعة تدخل جهاز حماية المستهلك والمجلس القومي للطفولة والأمومة لسحب تلك السلعة من الأسواق، لأنها تنذر بكارثة وعواقب وخيمة، إذ تجعل الأطفال والنشأ يقلدون المدخنين ومن ثم يترسخ في أذهانهم أن التدخين أمر طبيعي، وأنهم يتناولون سلعة غذائية تم طرحها في شكل علب سجائر، لافتا أن الخطر الأكبر ظهر جليا حينما لاحظ البعض أن هناك تلاميذ يشترون هذا اللبان ويذهبون به إلى المدارس والحضانات بل ومدارس القرآن ويقدموها فيما بينهم "كتحية" كما يفعل الكبار، ويتصرفون وكأنهم يمزحون، لكن الأمر مخيف لأنه ينشر عادة التدخين السيئة بين الصغار.
 
وقال أحمد يحيى، صاحب كشك، إن علبة اللبان ثمنها جنيه واحد ومذاقها جميل- طبقا لرأي الأطفال- لذا فإن هناك إقبالا منقطع النظير على شرائها، في الفئة العمرية من 4 أعوام حتى 12عاما، مؤكدا أنه لاحظ أن الأطفال لايشتروه لرخص سعره أو لمذاقه الجيد، وإنما يعتبروه تقليعة جديدة لتقليد المدخنين.
 
وقال مسؤول بحماية المستهلك، إنه سيتم شن حملة على الأسواق للبحث عن هذا المنتج ومعرفة مصدره، واتخاذ اللازم، وفي حالة التأكد من وجوده سيتم سحبه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حال وجود مخالفات.