د. مينا ملاك عازر
بداية أنا لست مع ترامب ولا مع بايدن، ولكني أنا مع بلادي التي والغريب تتأثر بالانتخابات الأمريكية'>الانتخابات الأمريكية بالرغم من بعد المسافة، لكن هذا لقرب العلاقة وضرورتها، لكنني ومع تسليمي بأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات تسيرها أهدافها المتعارف عليها لكن اختلاف الوسائل هو الذي يفصل بين الحزبين الجمهوري ونظيره الديموقراطي، ولذا فأنا فقط متابع لا أحبذ وصول هذا وفشل ذاك، لكن وللأمانة المهنية وللمصداقية التي عهدتموني عليها، أقول أنه لو صح تزوير الانتخابات الأمريكية'>الانتخابات الأمريكية يكون هذا ليس اختلاف بين أمريكا والعالم الثالث الذي اعتاد التزوير في معظم دوله المتخلفة والفقيرة والمتأخرة حضارياً لصالح رؤساءه الحاكمين، إذ يحدث التزوير في غير مصلحة الرئيس الأمريكي الحالي بل في صالح مرشح منافس له ما يعني أن مؤسسات الدولة لو كان هذا يحدث حقاً أكرر أنه لو كان هذا يحدث حقاً تكون قد تآمرت على الرئيس الأمريكي الذي يحكم وكأن الولايات المتحدة لا تناسبها سياسات ترامب أو طريقة تحقيقه هذا فاختاروا الانقلاب عليه، ولكن بسبل دستورية معترف بها، لأنهم يأبون أن يكونوا كدول العالم الثالث ذات الانقلابات، فانتظروا اللحظة المناسبة انتخابياً ودستورياً ودستورياً أهم هنا ليفعلوها، ويطيحوا به، ولكن يبقى السؤال أنه لو لم تصح مسألة التزوير هذه، فما هي الرؤية للموقف؟
 
ببساطة شديدة يكون ترامب قد جن لتضاءل التباين بالأعداد والفارق البسيط بين المنافسين، ما يعني وببساطة أنه كاد يفعلها ويستمر في البيت الأبيض لولا أن فايروس بسيط جداً يهزمه الماء والصابون، ولا تهزمه للآن الأدوية الطبية، قد دحر الرئيس الأمريكي ليس فقط لضيق الأمريكيين بفشله في مقاومة الفايروس وتعامله السيئ معه، ما أسفر عن تفشيه للأسف في بلادهم، لكن لأن الفايروس أيضاً جعل الأمريكيين يلجأوا للبريد فأطال فترة الانتخابات، وأتاح فرصة ولو بسيطة للقيل والقال، وربما أتاح فرصة للتزوير إن حدث، وللاهتمام به على الأقل لو لم يحدث في كل الأحوال، كورونا فعلتها، وشكك العالم كله في مدى نزاهة الانتخابات الأمريكية'>الانتخابات الأمريكية، وربما يخرج علينا أحد محبي نظريات المؤامرة بطرح أن الفايروس تخطيط من المخابرات الأمريكية، ليؤول الوضع لما هو عليه الآن أثناء الانتخابات من اللجوء للبريد، ويسهل التزوير ضد ترامب الذي توافق سياساته مؤسسات الدولة الأمريكية.
 
آخر الكلام، ليس لدينا شيء يجزم بحدوث التزوير ولا ينفيه، وعليه فنحن نطرح الفكرة ونحللها، وربما نصل يوماً لسر استهداف مؤسسات الدولة لترامب وتزويرها في غير مصلحته أو أن هذا لم يحدث على الإطلاق، ففي مثل تلك الديموقراطيات التي وإن كرهت رئيسها، فلن تستطيع كبت وكتم الأنفاس، وفي ظل احترام بين حريات التعبير وتداول المعلومات، وحريات النشر، فكل شيء سينكشف يوماً ما.
المختصر المفيد ليس خفي إلا ويعلن.