لاانكر أنني شاهدت مباراة الزمالك والأهلي في نهائي بطولة أفريقيا كمشجع لفريق النادي الأهلي  .. 
بمعني أنني كنت اتمني بالطبع فوز الأهلي من قبل المباراة واثنائها ، ولاادعي بلوغي قدر من المثالية ربما بلغها كثيرون غيري عبروا عن انهم يتمنون مباراة جيدة تليق بالفريقين وليس مهماً من يفوز ، المهم هو اللعب الجميل  ..
 
، ولا انكر أنني اتصرف اثناء المباراة كطفل يقفز من كرسيه مصفقاً عندما يحرز فريق الأهلي هدفاً في مرمي الفريق المنافس ، بل أنني كثيراً ماتخرج إحدي ساقي عن ثباتها عند اقتراب كرة من أن تصبح فرصة للتهديف في مرمي المنافس ، وتتحرك متملصة من وضعها المنثني كأنها تريد هي ان تضع الكرة في سياقها الصحيح نحو احراز الهدف ..
 
واعبر عن فرحتي كثيراً بفوز فريق الأهلي أو فريق المنتخب أو أي فريق مصري ينتصر في منافسة قارية أو دولية ، كذلك بالنسبة للفرق العربية والأفريقية عندما تحرز انتصارات علي مستوي مسابقات كأس العالم وغيرها من مسابقات دولية  ...
 
ولا أجد عيباً في أن ينطلق الشباب عبر المباريات بالأهازيج والإنفعالات المبتهجة بانتصار فريقها ، بالطبع أي فريق منتصر  .. 
 
هنا اتحدث عن مشاعر واحاسيس إنسانية طبيعية ، بعيداً عن ادعاء المثالية ، واصطناع التأنق والترفع عن هذه التفاصيل التي تشكل جزءاً من مكونات احتفاء الأغلبية الساحقة للبشر بالحياة ، وأنا بالطبع منهم .. 
 
لكن هذا موضوع ..
والتعصب والإسنعلاء الكروي الذي لايعطي للمنافس حقه من الاحترام الرياضي ، ولايراعي مشاعر مشجعي المنافسين .. موضوع آخر يتعلق بنزعات التعصب والتطرف وقيم الإستعلاء البغيضة ..
 
، وأن يبلغ التعصب - علي إدانتي له مبدئياً - درجة أن يصل ولو بقلة قليلة من الشباب من مشجعي النادي الأهلي إلي درجة الهتافات العنصرية التي لاتليق بقيمنا الإنسانية ولابمدنيتنا وتبتعد بنا عن قيم الإخاء الإنساني فهذا أمر محزن جداً 
والذي حدث من هؤلاء الشباب في حق كابتن فريق الزمالك (شيكابالا ) أمر مرفوض تماماً من قبل أي إنسان ينتمي لعالم الإنسانية ويعيش عالم اصطلح علي أن ينبذ النزعات العنصرية البغيضة التي سادت في قرون الجهل والانحطاط ..
 
هو بالضبط 
يعد انحطاطاً اخلاقياً وقيمياً ، وشذوذاً عن الطبيعة الإنسانية التي حفظت النوع الإنساني وأمنت له سبل البقاء علي قيد الحياة عبر تاريخ الكون  ..
علي العكس كنت اتوقع أن يعبر كل مشجع أهلاوي (إن لم يعبر عن احترامه واعجابه بآداء الزمالك بشكل عام في هذه المباراة)  أن يعبر عن احترامه اعجابه بشيكابالا كموهبة فذة في عالم كرة القدم ، ولولا عدم تركيز اللاعب بالانشغال بها وتركيزه عليها ، ووضعها في خدمة آليات وسلوكيات رياضة كرة القدم والبعد عن السلوكيات التي تضر الموهبة وبالقيمة الرياضية للاعب كرة القدم  .. 
 
لولا ذلك لكان شيكابالا من أفضل لاعبي العالم ، بل ولكان أفضل من الوضعية المتقدمة التي يشغلها نجمنا محمد صلاح الآن  ..
والدليل الماثل هو طريقة إحرازه لهدفه الإستثنائي من حيث الآداء والروعة والجمال في مباراة الزمالك والأهلي ..
شيكابلا لاعب مصري فذ  
 
سواء كان ينتمي للأهلي أو للزمالك أو لأي فريق ..
وهو قبل ذلك إنسان ينبغي التعامل معه بالشكل الذي يليق بهذه الوضعية ، لا أن يتدني البعض من أبنائنا - ولو كانوا قلة قليلة العدد - وأن يصلوا بتدنيهم هذا إلي هذا الإنحطاط المرفوض إنسانياً واخلاقياً  ..
وإلا فبلاها كرة القدم من الأساس كرياضة ولعبة إنسانية  ..