أحمد علام
إيقاف الممثل محمد رمضان من قبل نقابة الممثلين المصرية لإلتقاطه صورة مع مطرب يهودى يحسم طبيعة صراعنا مع اليهود بأنه ليس صراعا عسكريا سياسيا إنتهى من نصف قرن بمعاهدة سلام كاملة وشاملة بعد سقوط ألاف الضحايا ولكن هو صراع دينى له بعد عدائي قديم وعميق جدا ينبغى ان ينحصر فى الإطار العقائدى ولا يتعدى الشأن العام للدولة بيد أن الخطاب الدينى المتغول مجتمعيا هو المهيمن والمسيطر على العقل الجمعى وهو أمر خطير ويعارض مصلحة الدولة

وبعيداً عن العاطفة و الخطاب الشعبوى فإن ضحايا الصراعات العربية العربية و الإسلامية الإسلامية بالمنطقة أضعاف ما خلفته حروب العرب و إسرائيل طيلة نصف قرن بل و أدى إلى تقسيم معظم الدول العربية الرئيسية و تشريد أهاليها و بأموال عربية و إسلامية بل إن أردوغان دخل قطر و العراق و سوريا و الصومال و جيبوتى و الأن ليبيا بتمويل من العرب المسلمين و وسط صمت العرب و من إستدعاه جزء من العرب و يستعين بالدواعش العرب الذين صنعتهم أنظمة عربية لقتال العرب و يهلل له بعض العرب و يتمنون لو أنه يحتل بقية دول العرب رغم أن أجداده إستعبدوا كل العرب و سبوا نساءهم و أخروهم 500 عام عن الحداثة و لكن ذلك نتيجة إستبدال القومية الوطنية بالقومية الدينية ليصبح الوطن مجرد أرض فى دولة الخلافة و هو أخطر ما نجحت في غرسه تيارات الإسلام السياسى و على رأسها الإخوان بمجتمعاتنا فخلقت تعارضاً بين الإنتماءين الوطنى و الدينى و هنا الكارثة ...

لكن الأمر كما يكتب على علبة السجائر (أحذر التدخين يسبب أمراض الرئة والقلب) و مع ذلك يشتريه المدخنون و كذلك نحن ندرك أن حشر التراث الدينى بما فيه من صراعات بالسياسة هو السبب الأول للحروب و الطائفية و التخلف و سبب ظهور مايسمى بالحركات الجهادية التى تزرعت فى البداية بالصراع العربي الإسرائيلى ثم إذا مالاحت فرصة لفض ذلك الصراع ثم إسقاط حجج تلك الجماعات فى البقاء فإن أنصارها يخرجون بحنجوريتهم المعتادة بتخوين كل من يحاول التقدم بالوضع الحالى و الخروج من حالة الجمود التى كبلت المنطقة و لا سيما مصر بأضرار لا حصر لها و تلك الجماعات ترفض أى إتفاقية تزحزح ذلك الجمود إنما هو ناتج عن أن هذا الصراع متمثلاً فى القضية الفلسطينية يعتبر مصدر تكسب و سبب بقاء هذه الجماعات و مشروعيتها شعبوياً و إذا ما تم حل هذا الصراع فستقع تلك التيارات فى مأزق لذلك تسخر وسائل إعلامها و آلتها الدعائية الضخمة فى تزييف الواقع الذى يقول أن الصراع العربي العربي و تجليه إسلاموياً قد أضعف المنطقة و أنهكها و قسم دولها و أسقط من الضحايا أضعاف ما نتج عن الصراع الإسرائيلى العربي طوال قرن من الزمان

الأمر الأن ليس عاطفياً بل براجماتياً بحتاً و لابد من نقطة إلتقاء قد إستبق السادات الجميع بإيجادها لكنهم قاطعوه و هاجموا مصر و لو أنهم فعلوا ما يفعلوه الأن لكان شكل المنطقة قد تغير تماماً فالعالم كله تجاوز حروباً عالمية و ثنائية فأمريكا و اليابان تجاوزتا قنبلة نووية كما تجاوزت ألمانيا و إسرائيل هتلر كما تجاوزت الصين و اليابان حروباً خلفت ملايين القتلى و كذلك تركيا و إسرائيل و غيرها و غيرها فهل إكتفينا تدريساً لفقه الجهاد الذى تخلت عنه كل الأمم بإعتذارها عن كل حروبها الدينية و السياسية بينما نحن جعلنا للحروب فقهاً يدرس إنتظاراً لقيام دولة الخلافة التى يحاول البعض إقامتها بالقوة بالفقه الذى يدرس بدلاً من أن ندرس فقه السلام و التعايش و المواطنة و الجهاد فى ميادين العلم و البحث لنخرج من عنق الزجاجة الذى حشرنا به من قرن و على الأشقاء فى فلسطين التمسك جدياً بأى فرصة تضمن لهم السلام و إنتهاز أى فرصة تأتى من إسرائيل ...