محمد أبوقمر
مشروع الإخوان كان دائما وما يزال هو التمكين ، أي الصعود إلي السلطة ، لكن بعد الوصول إلي السلطة لم يكن ولا زالوا مفتقدين لأية رؤيا اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو ثقافية ، فلم يثبت حتي الآن أن لديهم دراسات ذات شأن للواقع المصري من مختلف جوانبه ، فقط التمكن من السلطة ثم العمل بعد ذلك علي تحقيق أستاذية العالم كما جاء في المانفيستو الإخواني كتاب معالم في الطريق لسيد قطب .

المجتمع كافر ولابد من إعادة إدخاله إلي الإسلام ، والسلطة في حوزة البشر ولابد من أن تكون السلطة لله وحده تحقيقا لقول الله ( إن الحُكم إلا لله ) ، هذا هو كل ما لديهم ، وتأتي بعد ذلك كل هرطقاتهم عن العدالة والأخلاق والقيم الدينية تحت هذين النقطتين إعادة أسلمة المجتمع ، وإعادة السلطة لله وحده.
ولأن أسلمة المجتمع كان بالضبط مثل بيع المياه في حارة السقايين ، ولأن تحقيق مسألة أن يكون الحُكم لله مسألة مبهمة ومشوشة ولا أحد يعرف ولا هم يعرفون كيف يحدث ذلك فإنهم بعد وصولهم إلي السلطة كانوا أشبه بالعيال الذين نظمت لهم المدرسة رحلة إلي الملاهي فأبهرتهم المراجيح ومختلف الألعاب التي لم يكونوا يعرفون عنها شيئا من قبل ، فكنا نري الإخوان يتهافتون حول المناصب مثل العيال الذين يتهافتون علي ركوب مختلف أنواع المراجيح ، إللي عايز يبقي محافظ وإللي عايز يبقي وزير داخلية وإللي عايز يبقي محافظ للبنك المركزي وإللي عايز يبقي نائب عام ، كده ، كل واحد عايز يلعب في الحته إللي بيحبها من غير ما يعرف هو  هايلعب فيها إزاي أو هايتمرجح بها إزاي ، كل واحد كان عايز يتمرجح وخلاص ، مرسي نفسه وهو في قصر الرئاسة كان بيتصرف وكأنه عمدة قرية محلة القصب ... عزومات ، ولقاءات بمهنئين .. وبط ووز وأرانب وجمبري ، وفطير لغاية مازرع في حديقة القصر جرجير ، وإللي غطي علي كل حاجه وأثبت إنهم وجدوا نفسهم فجأة في ملاهي مدهشة إنهم عملوا الإعلان الدستوري الشهير إللي كان معناه بالظبط إنهم قرروا يلعبوا بالمراجيح كلها لوحدهم.

لولا إن المصريين انتبهوا للمصيبة في الوقت المناسب كان زمان كل واحد فينا عمل مرجيحة أمام بيته علشان ياكل عيش ، أو عمل فيها أراجوز ، أو سرح بقرد يعمل في الشوارع والحارات نوم العازب علشان يقلب عيشه.