اعتاد العديد من الشباب مؤخرا على مشاهدة التلفزيون واللعب على الكمبيوتر في نفس الوقت، والحصول على معلومات من الكمبيوتر واللعب على الهاتف المحمول.

 
وأوضحت بعض الاستطلاعات، أن الشباب يقضون 11 ساعة على الأقل يوميًا على الأجهزة الإلكترونية، وما يقرب من 29% منهم يستخدمون جهازين إلكترونيين أو أكثر في نفس الوقت، ولكن هل هذا "شحن" للدماغ الذي يتلقى المعلومات ويعالجها، أم يضره؟ الجواب قد يميل نحو الأخير.
 
ويمكن للألعاب على أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، تغيير بنية الدماغ، حيث وجدت دراسة نشرت عام 2014 في المجلة العلمية PLoS One أن الاستخدام المتزامن للأجهزة الإلكترونية المتعددة، يمكن أن يكون له تأثير سلبي على المشاعر الاجتماعية لدى الناس والإدراك المعرفي، بحسب "سبوتنيك" الروسي.
 
وفي بيئة تعدد المهام، يجب أن تؤدي عدة مناطق في الدماغ وظائف مختلفة، على سبيل المثال، سوف يشارك التلفيف الحزامي الأمامي والخلفي في الذاكرة بأثر رجعي، بينما ستشارك منطقة الفص الجبهي في الذاكرة المستقبلية وتخطيط السلوك.
 
وبعد مرور وقت طويل من تلقي مجموعة متنوعة من النبضات الجديدة، قد تتغير بنية هذه المناطق من الدماغ، على سبيل المثال، قد تنخفض كثافة المادة الرمادية للتلفيف الحزامي الأمامي، الذي يتحكم في العواطف وينظم المزاج، وهذا يؤثر أيضًا على الوظائف المعرفية عالية المستوى مثل الذاكرة العرضية.
 
وذكرت دراسة نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، "PNAS"، وفي عام 2018، أنه حتى بالنسبة للدماغ الناضج، يمكن أن يؤثر التعرض المطول لهذه الحالة على القدرة المعرفية والسلوك والبنية النقيلية العصبية. بالإضافة إلى التأثير على بنية الدماغ، كما يمكن أن يؤثر تعدد المهام في الوسائط أيضًا على القدرة على التذكر.
 
ووجدت دراسة أجراها الأستاذ بجامعة ستانفورد أنتوني دي واجنر وزملاؤه عام 2015، أن نهج تعدد المهام هذا يؤثر على الذاكرة العاملة للدماغ البشري وحتى الذاكرة طويلة المدى.