د.ماجد عزت إسرائيل
 
    يجب علينا أن نتعرف على التقويم الذي كان يستخدمه الغرب قبل استخدام التقويم الجريجوري أو الغريغوري  فبدأ التقويم الغربي أو الروماني عام(570 ق.م)، تزامنا مع بناء مدينة روما. وبناء على ذلك تم تحديد تاريخ ميلاد السيد المسيح تبعا لتاريخ الدولة الرومانية التي كانت تسيطر علي الأمة اليهودية في ذلك الوقت بأنه عام 570 لتأسيس مدينة روما. والسنة الرومانية هي سنة شمسية مقسمة إلي 12 شهرًا وعدد أيامها 365 يوما فقط، وظلت هكذا إلي عهد الإمبراطور يوليوس قيصر. الذي لاحظ اختلاف هذا التقويم عن التقويم المصري، ففي عام 45 ق. م أصدر أمره لعالم فلكي مصري يسمي "سُوسِيجــِينيس" (sosigenes)  وأوكل له ضبط السنة الرومانية كالسنة المصرية تماما. ففعل ذلك "سُوسِيجــِينيس"  ، وأضاف ربع يوم إلى طول السنة الرومانية، ليصبح يوما كاملا  كل أربعة سنوات (السنة الكبيسة) لتصبح 366 يوماً، وسمى هذا التقويم بالتقويم اليولياني. وقد ظل استعمال هذا التقويم ساريا حتى مجمع نيقية عام 325م حيث كان مسيحيو العالم يحتفلون بعيد الميلاد المجيد يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطي،الذي يوافق 25 ديسمبر حسب التقويم الروماني أو الميلادي أو اليولياني.وظل العالم الغربي في استعمال التقويم اليولياني المتوافق تماما حينذاك مع التقويم المصري حتى جاء البابا الروماني غريغوريوس الثالث عشر، وبالتحديد في عام 1582، وحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي (اليولياني) حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان منذ مجمع نيقية،وسمى هذا التعديل بالتقويم الغريغوري أو الجريجوري فنام الناس يوم الخميس 5 أكتوبر 1582 وأصبحوا يوم الجمعة 15 أكتوبر في جميع أنحاء إيطاليا،   
    
 
    وتزامن تطبيق العمل بهذا التقويم في فترة حبرية البابا غبريال الثامن (1587-1603م)، فربما كان لتودُّد بابا روما مع بابا الكنيسة القبطية تأثير في شروع البابا غبريال الثامن في العمل بالتقويم الجريجوري في مصر لتوحيد مواعيد الأعياد في الكنيستين القبطية والرومانية . وكان هذا الإجراء بمثابة القشّة التي قصمت ظهر البعير، فقد تسبّب في موجة واسعة من الاحتجاجات ضد البابا غبريال الثامن في الفترة ما بين( 18 سبتمبر1594 وحتى 29 يوليو 1596م) . حيث تشير بعض سجلات المحاكم الشرعية؛ إلى قيام بعض أعيان الأقباط من الوجه البحري بتقديم دعاوى ضد البطريرك القبطي، إذا خالف قواعد كنيستهم وشريعتهم، أى أن التغيير في التقويم سيؤثر على مواعيد الأصوام والأعياد والمناسبات الدينية، وقد حصلوا على حكم بإلزام البابا بعدم التعرض لأقباط الوجه البحري وتركهم يسيرون وفق نظامهم القديم، وإلزام البابا بالعمل بذلك.  ومن الجدير بالذكر أن البابا غبريال الثامن أصدر في عام (1318ش/1602م) أمر بتعديل الأصوام في الكنيسة القبطية على أن يكون صوم الرسل من يوم عيد العذراء 21 بؤونة وفصحه في اليوم الخامس من أبيب. وأن يكون صوم السيدة العذراء الذي يحل في شهر مسري اختيارياً. أن يبتدئ صوم الميلاد من أول شهر كيهك ويكون فصحه يوم عيد الميلاد. وأن لا تُصام ثلاثة أيام نينوى. وقد وافقت عليه الأمة القبطية وقتئذ.