بقلم / نجيب محفوظ نجيب .
كان يتكلم عن المحبة والتسامح وكأنه حامى حمى القيم والفضائل ...عندما تسمعه من الصعب أن تصدق أنه بشر عادى ... لابد وأنه ملاك تواضع وترك السماء لكى يسكن عالم البشر ...
 
وبقدر إعجابى بقيمة وعظمة الرسالة التي يريد أن يحملها ويوصلها لكل سكان الأرض ... بقدر صدمتي العظيمة عندما اكتشفت أن هذا الإنسان يعيش حياة مليئة بالصراعات والخلافات !!! ... وبقدر دهشتي عندما علمت أنه يتفنن ويبتكر فى الأساليب التي يكتسب بها عداوة الآخرين !!! ..
.
تناقض وإزدواجية يعيشهما هذا الإنسان في إنسجام تام ... فهو أمام الناس يعيش حياة ... وأمام نفسه يعيش حياة أخرى بعيدة بعد السماء عن الأرض عن الحياة التي يظهر بها أمام الناس ...
 
هذا النموذج ليس حالة فردية أو إستثنائية ... ولكن للأسف يوجد منه نماذج كثيرة نلتقى بها يوميا مرات ومرات ...
 
كيف يعيش هذه الإزدواجية ؟؟! ... وكيف ينسجم معها هذا الإنسجام التام ؟؟!! ... سؤال حائر لا يوجد لدىّ تفسيراً له ... ولكننى طرحته يوماً ما على أحد هؤلاء الأشخاص ... فكان رده حاضراً سريعاً : أنا لا أكذب ولكنى أتجمل ...
 
وكأنه يريد أن يقول لي : أنا فقط أجمل صورتى  التي أظهر بها أمام الناس ... أو بمعنى أدق أنا أرسم للناس الصورة التي يحبون ويفضلون أن يروننى عليها ... أما صورتى الحقيقية فهى دائماً موجودة ...
 
ولكنها مختفية ومستترة خلف هذه الصورة المزيفة التى يراني الناس عليها...
 
عجبت لمنطق وتفسير هؤلاء الأشخاص الذين يهوون بل ويحترفون قلب وتزييف الحقائق لخدمة مصالحهم الشخصية !!!...