كتب – روماني صبري 

عصفت جريمة بشعة بالإسكندرية، راح ضحيتها سيدة شجاعة، وذلك بعد أن أبلغت عن سارق جيرانها، فعاد المجرم وأضرم فيها النيران، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم، وحكى رامي مبروك ابن السيدة سامية حجازي المجنى عليها 60 عاما، كواليس ما قبل الجريمة، قائلا :" قام لص بسرقة شقة لا يعيش فيها أصحابها منذ سنوات بالعقار الكائن به شقتنا، والمكون من 5 شقق، لافتا :" حين أبصرت والدتي اللص، شرعت تبلغ عنه، حيث لطالما ناهضت الجريمة وهو ما غرسته داخلنا منذ الصغر.
 
تصدت للمجرم 
مردفا عبر مداخلة هاتفية لبرنامج "التاسعة" تقديم الإعلامي وائل الإبراشي على الفضائية الأولى المصرية:" بعد ما عرفت والدتي ان في عملية سرقة في العمارة، كلمت اللص بشكل ودي، قالت له رجع اللي سرقته مكانه، فرفض وقالها أنت مالك، ودخل في مهاترات لا طائل تحتها، لافتا :" حين أدركت والدتي أن الحديث معه لن يأتي بثمار، أبلغت الشرطة والتي قامت بمعاينة الشقة المسروقة، بعدما ضبطت اللص متلبسا بجريمته." 
 
عاوزين القصاص 
موضحا :" أتأكدت الشرطة ان العفش اللي نزل من العمارة على العربية النقل، هو عفش الشقة المسروقة، وعندي سؤال واحد، وهو أزاي الشرطة تقبض على واحد متلبس بسرقة، والواقعة باينة قدامهم والشقة مكسورة، وياخد إخلاء سبيل ، موضحا :" وحديثي هذا لا يعني إنني اشكك في قضاء مصر النزيهة، فرد عليه الإبراشي :" بس القضية بتفضل شغالة بعد إخلاء السبيل وبيتحكم عليه وبيتسجن." 
 
وتابع ابن السيدة المتوفية، بعد إخلاء سبيل المجرم، قرر الانتقام من والدتي، بقتلها حرقا، وغياب والدتي بث داخلنا الحزن والغضب، لذلك أناشد النائب العام كونه محامي الشعب بالقصاص لنا من هذا المجرم، حتى لا أستحيل أنا وأشقائي إلى مجرمين ونضع نحن نهاية لحياة القاتل." 
 
وجب تكريمها 
ووصف الإبراشي الجريمة بالوحشية، وتابع :" السيدة سامية كان ممكن تقول انا مالي، هي مش شقتي اللي بتتسرق، لكن كونها شجاعة بلغت الشرطة، لتفقد حياتها بعدها، لافتا :" وجب تكريم السيدة على شجاعتها.
 

 
قتلها أمام أحفادها 
يوم الحادي والعشرين من شهر نوفمبر الجاري، استقبلت "النيابة العامة"، بلاغًا من شخصٍ بدائرة قسم شرطة المندرة بمحافظة الإسكندرية  يفيد بإشعال المتهم النار في والدته - أي المُبلغ - لقتلها، وبانتقال الشرطة لمحل البلاغ أدلى شاهدان إليها بإشعال المتهم النار في المجني عليها انتقامًا منها لإبلاغها عن ارتكابه واقعة سرقتها من قبل، وبإجراء التحريات حول الواقعة أسفرت عن سكب المتهم مادة بترولية على المجني عليها وإشعاله النار بها قاصدًا قتلها انتقامًا من شهادتها ضده في واقعة سرقة ارتكبها سلفًا، ذلك بعدما تمكن من الوصول إلى غرفة نومها، وقد التقطت كاميرات مراقبة بمحيط مسرح الحادث لقطات للمتهم حالَ شرائه المادة البترولية وتوجهه إلى مسكن المجني عليها. 
 
ويقول بيان النيابة العامة، انتقلنا فور تلقينا البلاغ والتحريات إلى مسكن المجني عليها لمعاينته فتبينت آثار حريق به وببعض الملابس، والتقت بطفلين فيه "أحفادها" شاهدا الواقعة قرَّرا أن المتهم لما طرق باب المسكن وفتحه أحدهما دفعه المتهم ودلف إلى غرفة المجني عليها حائزًا زجاجة بلاستيكية تحوي مادة سائلة سكبها على المجني عليها وسحبها عنوة إلى باب المسكن وأشعل النار فيها ثم لاذ بالفرار.
 
ونفاذًا لقرار النيابة العامة بضبط المتهم ألقي القبض عليه، وأقر خلال استجوابه في التحقيقات بارتكابه الواقعة وقصده منها قتل المجني عليها انتقامًا من سابقة اتهامها إياه بارتكاب واقعة سرقة لم يثبت اتهامه فيها وأُخلي سبيلُه منها، وقد سألت النيابة العامة شهودًا رأوا المتهم خلال ارتكابه الواقعة أكدوا ذات الرواية التي انتهت إليها التحقيقات، وتعرفوا على المتهم خلال عرضه عليهم عرضًا قانونيًّا، كما سألت النيابة عامل محطة وقود –حسن النية– قرَّر شراء المتهم كميةً من مادة بترولية سائلة يوم الواقعة، وقد واجهت «النيابة العامة» المتهم بلقطاته المأخذوة من كاميرات المراقبة فأقرَّ أنه الظاهر فيها. 
 
وإذ أُخطرت النيابة العامة يوم الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الجاري بوفاة المجني عليها متأثرة بجراحها، فانتقلت لمناظرة جثمانها وتبينت آثار حريق به. 
 
هذا، وقد أمرت النيابة العامة بحبس المتهم أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وقررت المحكمة المختصة استمرار حبسة خمسة عشر يومًا أخرى بعدما أقر أمامها بارتكاب الواقعة.
 
 قررت النيابة العامة استكمالا للتحقيقات ندب الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليها لبيان سبب وفاتها وإصاباتها وكيفية حدوثها، وندب خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لفحص عينات مأخذوة من مسرح الجريمة ومن الزجاجة التي حوت المادة المسائلة المستخدمة فيها بيانا لكيفية وقوع الحادث.