كتبت - أماني موسى

رحلة سرية انطلقت من مطار بن غوريون توجهت الى مدينة نيوم السعودية، وعلى متنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو ورئيس الموساد يوسي كوهين، مكثت على أرض المطار ساعتين وعادت إلى إسرائيل عند الثانية عشرة والنصف ليلاً.

 

في نيوم جرى اللقاء السري بين نتيناهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وبامبيوو وزير الخارجية الأمريكي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووصفه وزير التعليم الإسرائيلي يوآف جالانت بالإنجاز الرائع. 

 

بين النفي والتأكيد وبين التسريبات والخبر اليقين، وفور صدور أنباء اللقاء السري، نفت الرياض على لسان وزير خارجيتها الأنباء واشارت إلى أن المسؤولين الوحيدين الحاضرين، كانوا أمريكيين وسعوديين.

 

النفي السعودي قابله تأكيد الخارجية الأمريكية أن لقاء الوزير مايك بومبيو مع ولي العهد السعودي كان مثمرًا، مشددة على "مواصلة جهود مواجهة إيران". 

 

البلبلة بعد صدور الأنباء طالت أيضًا الائتلاف الحكومي الاسرائيلي، حيث أعرب وزير الدفاع بني غانتس في ظل رفض نتنياهو التعليق، عن استيائه وقال إن تسريب خبر اللقاء أمر غير مسؤول ومثير للقلق.. فهل هذه اللقاءات تحمل احتمال التطبيع بين السعودية واسرائيل قريبًا؟

 

من جانبه قال د. أحمد الشهري، رئيس منتدى الخبرة السعودي، الأنباء عن لقاء ولي عهد السعودية ورئيس وزراء إسرائيل هي بروباجندا إعلامية من قبل الإعلام الإسرائيلي وإعلام الدول التي تحاول إلحاق الشبهات بالمملكة العربية السعودية والتشكيك في موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، والكل يعلم أن الموقف السعودي مع إسرائيل هو موقف ثابت، الذي يتضمن الموافقة على المبادرة العربية التي أعلنت في قمة بيروت، ومن ثم لن يكون هناك مانع من وجود علاقات سواء مع الدول العربية أو حتى إيران، فإذا استجابت إسرائيل لهذه المبادرة لن يكون هناك مشكلة في التعامل معها.

 

وعلى الجانب الآخر قال حسين رويوان، كاتب ومحلل سياسي إيراني، في تصوري أن هذا الخبر يمكن أن يكون حقيقي لأن الكثير من التسريبات الإسرائيلية السابقة أصبحت حقيقة فيما بعد، بالإضافة إلى أن المواقف السعودية تدعم عملية التطبيع ولكن بشرط تطبيق المبادرة العربية بوجود دولة فلسطينية، ولكن على الأرض هناك عمليات تطبيع قد بدأت، حيث سمحت السعودية للطائرات الإسرائيلية بالعبور عبر أجواء المملكة باتجاه الإمارات، وسمحت لبعض المسؤولين بزيارات لإسرائيل، ومن هنا فأن هناك مؤشرات تؤكد أن المنحى العام للعلاقة هو باتجاه التطبيع، وليس مستغربًا أن يكون هناك لقاءً في مدينة نيوم بين ولي عهد السعودية ورئيس الوزراء الإسرائيلي رغم النفي السعودي الذي يجري حاليًا.

 

وحول احتمالية التطبيع بين إسرائيل والسعودية لمواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة، قال الشهري: إن إسرائيل أصبحت حقيقة ولا يمكن رميها بالبحر كما يردد بعض العرب، ومنذ 75 سنة جربت كل المبادرات العربية ولم تجدي، بل دخل العرب في حروب طائلة والآن هناك نَفس للسلام بين العرب وإسرائيل بدأ بمصر ثم الإمارات والبحرين وأخيرًا السودان.

 

وشدد، نحن لا نريد أن يصبح الشرق الأوسط منطقة منكوبة بالحروب، أو ترسانة عسكرية تكدس فيها الأسلحة.