كتب ... أشرف حلمى
لعبت مواقع التواصل الإجتماعى دوراً كبيراً فى نجاح ثورات الربيع العربى والتى أطاحت بعدد من الأنظمة الحاكمة لبعض الدول العربية كما كانت واحدة من أهم الوسائل استخدامها المواطنون لكشف النقاب عن قضايا الساعة منها الفتن الطائفية , فساد المؤسسات الحكومية , المحليات والأحزاب السياسية , انتهاكات حقوق الانسان , جرائم النصب , التزوير والتنمر وفضح الشركات والمحلات التجارية الخارجة عن القانون والأفراد الذين يتخذوا من أفراد عائلاتهم ذو الوظائف السيادية والمرموقة ستاراً وراء مخالفاتهم الإجرامية والأخلاقية .... الخ .
 
مما لا شك فيه أن مواقع التواصل الإجتماعى لها الكثير من الإيجابيات فقد ساهمت كثيراً بالربط والتواصل بين المؤسسات , المنظمات والجمعيات بالافراد خاصة هذا العام فى ظل جائحة كورونا كما فى حالة دور العبادة التى نقلت جميع شعائرها ومناسباتها الدينية لرعاياها على صفحاتها إضافة الى استخدامها كأحد مصادر نشر الأخبار الرئيسية للمؤسسات , الوزارات الحكومية , القيادات الدينية ورؤساء الدول وأيضاً نقل الأحداث على الهواء مباشرة من جانب الأفراد والنشطاء التى لن يعلن عنها بالقنوات التلفزيونية والفضائيات لبعض البلاد خوفاً على أنظمتها الحاكمة من السقوط .
 
وعلى الجانب الأخر تم استخدام مواقع التواصل الإجتماعى من قبل الخارجين عن القانون بعدة حيل منها إختراق وسرقة الحسابات الخاصة بالمؤسسات للنيل منها أو بأنشاء حسابات وهمية لأفراد وشخصيات عامة بغرض الاساءة الى سمعتهم وتدمير عائلاتهم , كما تم أستخدام هذه الحيل من جانب المتشددين الإسلاميين لإثارة الفتن الطائفية والتهكم على الحكومات والدول العلمانية الرافضة للأفكار الرجعية السلفية , وقد كشفت وزارة الداخلية المصرية منتصف العام الماضى النقاب عن وجود ملايين من حسابات وصفحات وهمية على موقع التواصل الإجتماعى الفيسبوك فى مصر , وصفحات تدار من خارج مصر برعاية وتمويل دول تكن عداوة لمصر تستخدم فى ترويج الشائعات بهدف أثارة القلاقل من جانب جماعة الإخوان الأرهابية والتحريض على الأعمال التخريب والعنف ونشر الفوضى بالبلاد .
 
لن يتوقف إستخدام هذه الحسابات الوهميه والمسروقة او المخترقة الى هذا الحد بل أصبحت أحد الطرق الرئيسية التى يستخدمها المتشددين الإسلاميين أصحاب الفكر السلفى فى مصر لصناعة الفتن الطائفية للنيل من الاقباط , ويبقى السؤال <<< هل أصبحت مواقع التواصل الإجتماعى كمائن لاستهداف الأقباط ؟ >>>>
 
للاسف الشديد ما حدث فى الايام السابقة يؤكد ان مواقع التواصل أصبحت كمائن لأصطياد الاقباط الذين يتجرأون فى محاولاتهم بالرد على الاهانات التى توجه الى المسيحية والمسئين اليها , ومنها على سبيل المثال عندما قامت فتاة مسلمة بإعلان رفضها الكامل لأي إساءة فرنسية للدين الإسلامي ليعلق عليها مدرس مسيحى وقامت النيابة بالتحقيق فى القضايا المرفوعة ضدهما وقامت بالإفراج عنهما بعد الاستماع لهما والإطلاع على تحريات الشرطة والأمن الوطني والتأكد من عدم وجود نية التعمد للإساءة , بل اصبحت أيضاً هذه المواقع سواء كانت حقيقية او وهمية منذ عدة سنوات فخاً لأصطياد الاقباط من جانب المتشددين معتنقى الفكر الوهابى الذين أقاموا انفسهم كهيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطبيق قانون الغاب على الاقباط فى ظل وجود جلسات الصلح العرفية وغياب القانون المدنى والنيل بالاقباط حال صدر منهم اى تعليق مخالف لمعتقدات هؤلاء المتشددين والعمل على تهجيرهم من منازلهم اضافة الى إجبارهم على دفع تعويضات خيالية بعد إرهابهم , والدليل على ذلك ما حدث بقرية البرشا مركز ملوى أول أمس فهو سيناريو مكرر قام فيه المتطرفين المتشددين كعادتهم بالهجوم الممنهج بقرية البرشا مركز ملوى على منازل الاقباط والقاء بعض زجاجات المولتوف علي  بعض المنازل وحرقها ومحاوله مهاجمة الكنيسة حتى تدخلت قوات الامن بمحافظة المنيا وذلك بسبب اتهام المتشددين لاحد الاقباط باهانة الاسلام عبر صفحته بموقع التواصل الإجتماعى والتى تأكد من سرقتها وان صاحبها غير مقيم بالقرية ويعمل بالقاهرة وقامت قوات الامن كعادتها فى مثل هذه القضايا بالقبض على بعض الجناه من المتشددين اضافة الى بعض المجنى عليهم من المسيحيين والمعتدى عليهم والمتضررين على ما يبدوا تمهيداً لعقد جلسة عرفيه يقرر فيها الافراج على المسيحيين مقابل الافراج على المتشددين .
 
وهنا لابد من ان تتوخى الحكومة المصرية ومؤسساتها الشرطية والقضائية أضافة الى الشعب المصرى الحذر من المتشددين الذين سيحاولون إثارة الفتن الطائفية للنيل من الاقباط المسالمين بالتخطيط مستقبلاً لسرقة حسابات او انشاء آخرى وهمية لعدد من الأقباط المشاهير ورجال الأعمال الناجحين كذلك الاقباط القاطنين فى المناطق والقرى الملتهبة التى يسيطر عليها السلفيين فى قرى الصعيد يقوموا من خلالها عمل منشورات او تعليقات ومقاطع فيديو تحمل إساءة للدين الأسلامى حتى يستغلونها ضد الأقباط وفرض العقاب الجماعى عليهم بطرق ووسائل داعشية , الرب قادر أن يحفظ مصر سالمة وشعبها التى قال عنها كتابنا المقدس مبارك شعبى مصـر" .