بقلم / نجيب محفوظ نجيب 

 
كنت أتحدث إلى أحد الأشخاص محاولاً شرح وجهة نظرى في أحد المواضيع ففاجأني بمقاطعته لى قبل أن أكمل كلامى قائلاً : فاهم فاهم فاهم .
وعندما سألته : فاهم إيه ؟
 
أجابني بما يثبت أنه لافاهم ولاحاجة ... حاولت عبثاً أن أوضح له ... ولكنه أستمر فى إدعائه للفهم إرضاءً لذاته ...
لماذا هذا الإصرار على إدعاء ما هو غير حقيقى ؟! ...
 
لماذا هذا الإصرار على مصادرة الرأى الآخر؟!!
الإجابة بمنتهى البساطة : أننا تعودنا دائمًا على الإستعلاء وتضخيم صوت " الأنا " الصادر من أعماقنا وإضفاء هالة من الإهتمام حول ذواتنا .
 فنحن الذين نفهم كل شىء ... أما الآخرون فلا يستطيعون فهم أى شيء ... نحن الذين نعرف ... وهم لا يعرفون ...
 
لهذا كل منا يعتقد أنه فاهم وعارف ... ولكن الكارثة الحقيقية : أنه لافاهم ولا عارف... فهو يعيش وهم إخترعه لنفسه وصدقه، وهو : أنه فاهم أنه فاهم ...