سليمان شفيق
وقع اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن على الدبلوماسي المخضرم والفرانكفوني أنتوني بلينكن ليشغل منصب وزير الخارجية في إدارته التي ستتولى مهامها فور تنصيبه رسميا في 20 يناير ومن المتوقع أن يحدث بلينكن (58 عاما) قطيعة مع سياسة دونالد ترامب الخارجية، والتي تميزت بالاضطراب والجدل. فمن هو هذا الرجل؟

ويرتكز هذا العهد الجديد على نهج قوامه الخبرات والكفاءة و(ربما) الاعتدال. فقد تبدو قائمة الأسماء الأولى التي أعلنها بايدن، وأبرزها أنتوني بلينكن، تشير إلى نيته تهدئة الانقسام الداخلي على مختلف الأصعدة وإعادة الدبلوماسية الأمريكية إلى سكة الحديد بما يخول للبلاد استعادة دورها القيادي دوليا ومواجهة التحدي الصيني المتنامي.

وبالتالي، يكون بلينكن أحد أقطاب الإدارة الجديدة التي تباشر عملها رسميا فور تنصيب الرئيس المنتخب في 20 يناير/كانون الثاني بواشنطن. فهو بلا شك ممن وصفهم "العم جو" بأنهم "مبدعون وخلاقون" وقال فيهم إنهم "اختبروا الأزمات". ولا شك أيضا أن شعار "أمريكا أولا" سيظل في خانة "الأشياء المفقودة" التي لا يكترث بها الفريق الجديد بالعاصمة الفدرالية

جاء ذلك بعد ان نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدة على تويترليل الاثنين يعلن فيها موافقته على حصول الرئيس المنتخب جو بايدن على الدعم الفيدرالي اللازم لبدء عملية نقل السلطة مؤكدا أن ذلك "من أجل مصلحة" الولايات المتحدة، لكنه رفض الإقرار بالهزيمة وشدد على مواصلة القتال في سبيل قضيته. ورحب فريق جو بايدن بهذه الخطوة معتبرا إياها أمرا ضروريا "لانتقال سلس للسلطة". وأتت تغريدة ترامب بعد إقرار إميلي ميرفي مديرة وكالة الخدمات العامة خطّياً بفوز بايدن، بعد أسبوعين من العناد ورفض توفير الدعم لفريق الرئيس الجديد.

وقال ترامب، فيما يعد خطوة تقرّبه أكثر من الإقرار بهزيمته أمام المرشّح الديمقراطي وإن لم يعترف بذلك صراحة، إنّه وإذ يشكر إميلي ميرفي مديرة وكالة الخدمات العامة على رفضها لأكثر من أسبوعين الاعتراف بفوز بايدن، ممّا حرم الرئيس المنتخب من موارد مالية وإحاطات استخباراتية واجتماعات مع مسؤولين حكوميين لا بدّ منها لنقل السلطة إلى فريقه، فإنّه "ومن أجل مصلحة بلدنا، أوصي بأن تقوم إميلي وفريقها بما يجب القيام به في ما يتعلق بالبروتوكولات الأوّلية، وقد طلبت من فريقي أن يفعل الشيء نفسه".

ترامب يواصل معركته القضائية بعد الرئاسية
لكنّ الملياردير الجمهوري المتمسّك برفضه الإقرار بهزيمته في الانتخابات التي جرت في الثالث من نوفمبر الجاري شدّد على أنّ "قضيتنا مستمرّة بقوّة، وسوف نواصل القتال الصالح، وأعتقد أنّنا سننتصر".!

ومنذ الانتخابات التي جرت في الثالث من نوفمبر، لا ينفكّ ترامب يردّد، من دون أن يقدّم أيّ دليل، أنّ الانتخابات شابتها عمليات تزوير واسعة النطاق، وهو يرفض الإقرار بهزيمته على المستوى الوطني أمام بايدن

ميشيغن تصادق على فوز بايدن
وأتت التغريدة المفاجئة لترامب بعيد مصادقة ولاية ميشيغن المتأرجحة على فوز بايدن في الانتخابات بعدما تفوّق عليه المرشّح الديمقراطي بفارق يزيد عن 156 ألف صوت، في حين أنّه فاز على هيلاري كلينتون في هذه الولاية في 2016 بعشرة آلاف صوت ونيّف.
كما أتت تغريدة ترامب بعيد إقرار مديرة وكالة الخدمات العامة خطّياً بفوز بايدن، في خطوة حصلت بعد أسبوعين من تأكّد فوز بايدن بالانتخابات.

وقالت ميرفي في رسالة إلى فريق الرئيس المنتخب "نظراً للتطوّرات الأخيرة وما تضمّنته من مراجعات قضائية ومصادقات لنتائج انتخابية، فإنني أرسل إليكم هذه الرسالة اليوم لكي يتم توفير هذه الموارد والخدمات وأضافت "أرجو أن تسجّلوا أنّني اتّخذت هذا القرار بشكل مستقلّ، على أساس القانون والوقائع المتاحة أمامي".

وتابعت "لم أتعرض أبداً لضغوط، مباشرة أو غير مباشرة، من أيّ مسؤول عن أيّ فرع من فروع السلطة التنفيذية، أياً يكن"، سواء أكان في البيت الأبيض أو في وكالة الخدمات العامة، مشدّدة في الوقت نفسه على أنّها تعرّضت "لتهديدات" استهدفتها شخصياً واستهدفت أسرتها وموظّفيها "وحتى حيواناتي الأليفة" بسبب تأخّر وكالتها في إعلان فوز بايدن.

انتقال سلمي للسلطة:
وبإقرار وكالة الخدمات العامة بفوز بايدن في الانتخابات سيتمكّن الرئيس المنتخب وفريقه من الحصول على الدعم الفدرالي الكامل للاستعداد لتسلّم مفاتيح البيت الأبيض ظهيرة 20 يناير. ويشتمل هذا الدعم على أموال حكومية ومساحات مكتبية والقدرة على مقابلة مسؤولين فيدراليين.
وسارع فريق الرئيس المنتخب إلى الترحيب بقرار وكالة الخدمات العامة

وقال يوهانس أبراهام المسؤول التنفيذي في فريق بايدن عن عملية انتقال السلطة إنّ "مديرة وكالة الخدمات العامة أكّدت أنّ الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس هما الفائزان الواضحان في الانتخابات، ممّا يوفّر للإدارة المقبلة الموارد والدعم اللازمين لحصول انتقال سلس وسلمي للسلطة.