قام سفراء تسع دول أوربية بلقاء مع منظمة مصرية محدودة القيمة في حي جاردن سيتي وسط القاهرة. حضر السفراء التسعة مصحوبين بأربع رجال أمن غربيين للقاء، وتناقشوا بشأن التعاون بين تلك الدول ومصر، وأعربوا عن اندهاشهم لدعم غرب أوربا لمصر!!

 
خطرت في البال تساؤلات عميقة: فهل من الطبيعي أن يتقبل سفراء تسع دول أوربية لقاءاً مع (أي منظمة مصرية) تدعوهم؟ أم أن الأمر يصل إلى (العمد) في (التعدي علي السيادة المصرية)؟ ويستدعي الأمر الذاكرة، ومنها زيارة هيلاري كلينتون ودافيد كاميرون للقاهرة وتجولهم وسط ميادينها عام ٢٠١١، كما يفعل القياصرة المنتصرون في العواصم المقهورة. ويستدعي الأمر كذلك زيارة هيلاري كلينتون لليبيا وتشجيعها على قتل القذافي، ثم الاحتفال بالجريمة المروعة لانتهاكه جسدياً بشكل بربري... فهل تدعو تلك المنظمة أشباه هيلاري كلينتون لأفعال شبيهة في مصر؟ وهل يتوقعون صمت المصريين بشأن انتهاك سيادة بلادهم؟
 
يطلقون على المنظمة اسم (المبادرة المصرية للحقوق الشخصية).
 
ولكن المبادرة الحقيقية للحقوق الشخصية تمت فعلاً في معركة المصريين مع الإخوان المسلمين وحلفائهم من كذابي الحريات في الثلاثين من يونيو.
 
فالمشروع الوطني المصري للحفاظ على السيادة الوطنية ضد الاستعمار والاستغلال، وضد تجار الدين والحريات مستمر ولن يتوقف.
 
وهذا المشروع هو جوهر الكفاح الوطني المصري، وهو استكمال لجهاد المصريين في ١٨٨٢ في مواجهة الغزاة الذين انتهكوا السيادة المصرية واحتلوها، فتحولت مصر إلى مستعمرة بريطانية بلا إرادة. كان هناك حينها أيضاً من تعاملوا مع الغزاة، كالخديو توفيق وخنفس باشا.. 
 
وقد فتحت التغيرات في الأوضاع العالمية الأبواب بسرعة مذهلة لخلجان الاستعمار يرفعون رؤوسهم اعتقاداً بأن الريح ستدفع بقلوعهم. ولكننا نذكرهم أن الشعب المصري لم يبرح الميدان وسيعصف بهم وسيبدد ريحهم بما لا يتوقعونه.
 
نذكِّر الجميع بأن جراح المصريين لم تندمل وأن جرائم الإخوان المسلمون والمتناغمين مع مرشدهم من أدعياء الليبرالية واللا اشتراكيين لا ثوريين لم ولن تُنسي.
 
لن ينسى المصريون الفوضى التي خلقها الإخوان المسلمون ورجالهم كالبرادعي وأدعياء حقوق الإنسان، ولن ينسى المصريون شهداء مصر في سيناء ولا الاغتيالات ولا السيارات المفخخة في القاهرة ولا التفجير عن بعد للنائب العام ولا الكنائس المحروقة ولا محاولات الذبح على الهوية. الشعب المصري يرى حوله مدن الشرق المدمرة والمجتمعات العربية المنتهكة، ويعرف من فعل هذا... إنهم الإخوان المسلمون وحلفاؤهم من كذابي الحريات مدعومين بسفراء للاستعمار..
 
. شعبنا يذكرهم أن مصر لن ترى (مندوباً سامياً) للاستعمار مره أخرى أبداً، وأن نسيج مصر سيلفظ دعاة الفتنة وعملاء الاستعمار، وسيكفن أولئك بالإهانات بعد أن يغسلهم بالبصقات. نطالب الدولة المصرية بالتوجه المباشر لحكومات أولئك السفراء الذين بلغ بهم النزق أن يعتقدوا أنهم سادة على شعب مصر، فيتجولون بغرور علي ضفاف النيل.