صلاح الغزالى حرب

 وصلتنى هذه الرسالة من أ. د أحمد البليدى، أستاذ طب الأطفال بطب قصر العينى حول عودة النشاط الفيروسى بقوة فى كل أنحاء العالم وأنا بدورى أحيلها إلى د. هالة زايد، وزيرة الصحة:

(بدأت الكورونا هجمتها الشرسة فى العالم من حولنا ومن أجل تجنب بعض الأخطاء التى حدثت فى المرة الأولى أقدم بعض الملاحظات:
 
1 ) ما يصدر عن الوزارة من أرقام إحصائية عن الحالات الجديدة والوفيات يعلم الجميع أنها غير واقعية لأسباب كثيرة أقلها محدودية عمل المسحات التشخيصية والمطلوب بدلا من هذا التقرير اليومى غير المفيد تقرير آخر يعلن عن أسماء وعناوين مستشفيات العزل وعدد الأسرة الخالية بها ويتم تحديث البيانات على الأقل مرتين يوميا.
 
2) مطلوب الاتفاق مع المعامل الكبرى ذات المصداقية ومعامل المستشفيات التى لديها القدرات البشرية واللوجستية على سعر مناسب لعمل المسحات، على أن تعترف الوزارة بنتائجها لكى نقلل العبء النفسى على المريض ولا يضيع الوقت، خاصة أن حوالى 30% من الوفيات كانت فى الـ24 ساعة الأولى بسبب تأخر وصول المريض أى المستشفى.
 
3) مطلوب قبول الأشعة المقطعية على الصدر فى اعتماد تشخيص المرض بحساسية قد تفوق المسحات.
 
4) مطلوب التأكد من توافر الأدوية ومضاعفة العاملين بمراكز الاتصال الهاتفى للرد السريع والفورى على المستغيثين وتوجيههم.
 
5 ) مطلوب وضع سعر عادل للمستشفيات الخاصة المتعاملة مع المرض مع تحديد آلية محددة تتيح تحصيل فروق الحسابات إن وجدت من التأمين الصحى أو غيره.
 
انتهت رسالة الأخ الفاضل د. البليدى، وأود أن أضيف بعض الملاحظات والأسئلة وأضعها أمام وزيرة الصحة:
 
أولا.. هناك زيادة متسارعة لاشك فيها فى أعداد المصابين، ومع دخول موسم الأنفلونزا الموسمية يحدث خلط شديد بين الحالتين حتى بين الأطباء مما يستدعى رفع درجة الاستعدادات فى جميع المستشفيات مع زيادة الوعى بين الأطقم الصحية فى هذا الأمروكذا تشديد الرقابة على الصيدليات من أجل التأكد من توافر الأدوية من ناحية والتنبيه بعدم تخزين الدواء أو صرفه بدون وصفة طبيبة من ناحية أخرى.
 
ثانيا.. لا يجب أبدا أن يتكرر ما شاهدناه جميعا فى المؤتمرات الانتخابية الأخيرة فى أماكن كثيرة لبعض المرشحين ضاربين عرض الحائط بكل التعليمات الصحية بكل أسف، وهم المفترض بهم ضرب المثل والقدوة! فالمرض خطير والحظر الشامل من ناحية أخرى غير ممكن لعواقبه الوخيمة على الاقتصاد، ولا يبقى أمامنا إلا التطبيق الصارم لقرارات الحكومة الأخيرة.
 
ثالثا.. لم أستوعب أو أفهم مغزى ما ذكرته السيدة الوزيرة فى تصريحها الأخير بأن الأبحاث أظهرت زيادة عدد المصابين بالفيروس عند المقيمين بمنازلهم، مقارنة بالمتواجدين خارجها! وأتمنى أن أطلع على هذا البحث وعلى التفسير الذى قدمه الباحث لهذه النتيجة، فالمعروف علميا أن الفيروس ينتقل من شخص مصاب أو حامل للمرض، وهو ما يحدث فى الغالب الأعم من الاختلاط خارج المنزل والاحتكاك بين الناس فى البنوك والمحال التجارية ووسائل المواصلات بأنواعها والمدارس والجامعات وأماكن العبادة والمناسبات وغيرها، أما الإصابة للمتواجدين فى المنزل، فلا تأتى إلا من مصاب من أهل المنزل أو حامل للفيروس أو من أحد الزائرين، وهى بالطبع أقل كثيرا، كما أن التوصيات الصحية حول العالم تطالب بالبقاء فى المنزل، والحل هو أن يستمر العمل فى كل مواقع الإنتاج وعلى مدى الأربع والعشرين ساعة لتعويض الخسائر الناتجة عن الجائحة، شريطة الالتزام الحقيقى والجاد بكل الإجراءات الوقائية.
 
رابعا.. كشفت إصابة محمد صلاح الأخيرة بالفيروس عن العديد من الأخطاء الفادحة فى طريقة تعاملنا مع الجائحة، فمن ناحية أخطأ اللاعب فى تجاهل الإجراءات الوقائية، مما قد يعرضه للمساءلة من ناديه الإنجليزى، كما أخطأ وكيل وزارة الصحة فى طنطا بعدم قيامه بواجبه مع معرفته بقصة الفرح منذ مدة، وكذلك أخطأ عمدة القرية الذى قيل إنه طمأن صلاح شفاهية بعدم القلق من الفيروس! وأخطأ اتحاد الكرة بدوره بتردده المعيب فى الإعلان عن إصابة اللاعب، ما أدى إلى غضب واستنكار إعلامى دولى بلا داع وأخطأت وزيرة الصحة بإرسالها عدة رسائل تعطى صورة مطمئنة للمصريين، ما أدى إلى ما نشهده من تسيب وإهمال وتجاهل للإجراءات الوقائية الأساسية فى كل أماكن التجمعات فى نفس الوقت الذى تتزايد فيه بقوة أعداد المصابين.
 
وتبقى كلمة أخيرة للمواطن المصرى.. التوكل على الله بالأخذ بالأسباب هو مفتاح النجاة وليس التواكل والتجاهل.
نقلا عن المصرى اليوم