صفاء النجار

 إذا كان الدين اكتمل والتجديد أغلق فلماذا ننفق الملايين على الازهر؟

كيف ساهم الازهر في تكليس وكسل عقلية الانسان المسلم؟
ماذا يفعل "" العلماء" غير نقل المنقول طوال التاريخ الاسلامي؟
لماذا يرفض شيوخ الاسلام مجرد العدالة في النظر للمرأة ؟
هل طريقة رد دكتور كريمة على اجتهاد الدكتورة آمنة تعتبر نوعا من الذكورية المتأصلة في المجتمع؟
 
ما إن يثار أمر يكون للنساء شأن به سواء ما يخص تعديل المواريث، تعدد الزوجات، زواج المسلمة من أهل الكتاب ، .. حتى تنتفخ أوداج ذكور القبيلة ويتمركزون خلف نصوص يعلمون جيدا أن تأويلها أو اعادة تفسيرها بما يتناسب مع متطلبات العصر، وتغير الحال لن يضر الله أو الاسلام في شيء، لأن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان بالتمسك بقيمه ومبادئه الأساسية وليس التمسك بنصوصه الحرفية، ومن هنا فباب الاجتهاد مفتوح لقيام الساعة. لكن فقهاء السلطة الذكورية يغلقونه حتى يأتي ما يجبرهم على الخضوع للواقع ولنا في تاريخ تحرير العبيد والإماء وموقف شيوخ الاسلام ورفضهم له قصة وعظة ، والكتب والمقولات المعلبة مليئة برفض كروية الأرض واستحالة دورانها حول الشمس، لأنه يتعارض مع نص قرآني ، .. وآمن المسلمون بما أثبته العلم، و لم ينهدم الإسلام أو يحدث له شيء ..
 
يزداد العنت عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الاجتماعية، خاصة العلاقة الزواجية بين المرأة الرجل، فأي محاولة لتقديم رؤية أو تأويل يحقق مفهوم العدالة الكلية يقابل بالرفض الشديد الذي يسيء إلى انسانية هؤلاء الشيوخ ، ويجعلهم مجرد قطيع خاضع لتفسيرات أخذت بظروف بعصرها واجتهدت في وقتها بما يلائم مقتضيات الحال في وقتهم.
 
وماذا يفعل معظم علماء الاسلام ؟ لا شيء سوى حفظ المحفوظ و نقل المنقول، وأعتقد أن أي جهاز كمبيوتر يمكنه أن يقوم بهذا الدور بسرعة ومهارة أكبر .. فإذا كان دور شيوخ الأزهر ترديد ماقاله الامام ابن حنبل أو الامام الشافعي أو غيرهم من الأئمة ، واذا كان رجال الدين يرون أن الدين قد اكتمل بما أوجده الفقهاء من اجماع وأنه لا مجال للتجديد ولا اجتهاد مع النص فلماذا لا نسجل هذه الآراء الفقهية ونضعها في الفضاء الالكتروني، ونوفر على أنفسنا ملايين الجنيهات التي تنفق سنويا على جامعة الأزهر ومايتبعها من كليات دينية معاهد دينية ؟ ماالذي سيقدمه أي أستاذ في جامعة الأزهر إذا كان يؤمن أن الشريعة والفقه قد اكتملا بما وافق عليه علماء الإسلام، من ألف عام ؟ وأنه ليس بالإمكان أحسن مما كان.
 
إن فتح كتب التراث والقراءة منها لا تستلزم سوى معرفة حروف اللغة العربية ولا يحتاج ترديد ماقاله الفقهاء السابقون لدرجة الأستاذية أو الدكتوراه أو البكالريوس ، يكفي فقط أن يعرف الإنسان مجرد فك الخط.
 
لقد تسبب وجود الأزهر ودعم الدولة له في تكلس وتخشب العقل المسلم وأوجد مناخ من طلب الفتوى غير الضروري وجعل الاستسهال والكسل يصيب الناس ، فلا يفكرون في أمور دينهم ولا يتدبرون أمرهم بما يحقق غاية وجود الدين على الأرض وهو تحقيق العدالة وإتمام مكارم الأخلاق ، وأن كل نفس بما كسبت رهينة ، وأننا لن نحاسب أمام الله كإجماع ولكن سنحاسب فردا فردا، وإنما جاءت الأديان كي تجعل العبودية لله وأن كل مافيه صالح الإنسان بما لايضر إنسان آخر هو من الله.
 
كل هذه القيم يهدرها وجود مؤسسة كهنوتية تختص بالتفكير كما يدعون ، لكنه في الحقيقة مجرد نقل اجتهادات سابقة نيابة عن عموم المسلمين ، مما قتل روح الإسلام وأساء إلى الله ورسوله وحول المسلمين لقطيع يعبدون ما قال الفقهاء من دون الله.
 
مالذي قدمه الأزهر للإسلام ؟ إن معظم الاجتهادات التي يتمركز خلفها هي اجتهادات تمت قبل أن يتأسس ، فإذا به يأتي ويحاصر الاجتهاد والتفكير ويحصن علماؤه بحصانة ما أنزل الله بها من سلطان، ويطرد من إجماعه كل من يحاول أن يفكر وأن يشير إلى مخرج أو تأويل أو تفسير مختلف حتى وإن كان لصالح عباد الله .
 
إن الطريقة التي تحدث بها الدكتور أحمد كريمة وهو أستاذ بجامعة الأزهر مع الأ ستاذة الدكتورة آمنة نصير وهي زميلة لا تقل درجة علمية عنه إن لم تكن أعلى، لمجرد أنها قدمت رأي مخالف لما يقولون إنه اجماع، وقالت إنه لا يوجد نص يحرم زواج المسلمة من كتابي، لهي دليل على سيطرة الذكورية السامة على الأزهر وعلمائه.
 
فإذا كانت أستاذة للفلسفة الإسلامية لا تستطيع أن تجتهد، وأن تختلف كما اختلف ابن حنبل مع الشافعي أو غيره وأن تعبر عن هذا الاجتهاد وتصرح به دون أن يتم إرهابها وتجريحها .
 
مع وجود نص حديث من اجتهد و أخطأ فله أجر ومن اجتهد فأصاب فله أجران .. فماذا يفعل عموم المسلمين ، وكيف يعطل الأزهر بكهنوته نصوصا صريحة تدعو المسلمين للتفكير والتدبر؟، وليته جعل التفكير حكرا على علمائه، لكنه جعلهم مجرد سدنة وحفظة لأقوال الفقهاء القدماء.
لقد صادرت مؤسسة الأزهر الاجتهاد فلم يعد للمسلمين أجر في الدنيا أو في الآخرة .