كتب – روماني صبري 
وسط تساؤلات حول زخم المشاركة وبتركيز على تبعات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي تتوجه الأنظار نحو المملكة العربية السعودية التي تحتضن افتراضيا قمة مجموعة العشرين الاستثنائية، وبينما شددت بعض الأطراف على ضرورة مساءلة الرياض في ملفات حقوقية رد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن لبلاده خياراتها الذاتية وقوانينها التي يجب أن تحترم تماما كما تحترم بدورها مبادئ الآخرين، فيما يطرح البعض إشكالية أن تكون الظروف التي يعيشها العالم قد حرمت السعودية من تحقيق تطلعاتها الاقتصادية والدبلوماسية كأول دولة عربية تستضيف القمة، فهل يتمكن القادة المشاركون من إنجاح قمة العشرين رغم كل الصعوبات ؟ أم أن استمرار الجائحة سيعرقل أي خطة لإنعاش الاقتصاد العالمي؟ .
 
الحل في السياسات الموحدة
للحديث حول ذلك قال دكتور محمد سرور الصبان، مستشار اقتصادي دولي:" هذه القمة تأتي في ظل ظروف أزمة كورونا، والتي ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي وعلى صحة الإنسان في مختلف الدول، لافتا :" وكان بود المملكة السعودية استضافة  قمة مجموعة العشرين مباشرة وليس افتراضيا." 
 
مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "روسيا اليوم"، وذلك حتى يرى العالم حجم الانجازات التي أقدمت وتقدم عليها الرياض في ظل رؤية 2030.
 
موضحا :" هذه القمة ستناقش كيفية معالجة جائحة كورونا في ظل ظهور اللقاحات المختلفة، وتمويلها، وكذا حصول الدول الفقيرة والبلدان النامية على جرعات منها، وأيضا معالجة الاقتصاد العالمي الذي يشهد ركودا عجيبا لم يشهده في التاريخ.
 
لافتا :"العام المقبل سيشهد تعافي الاقتصاد، لكن لابد من تبني سياسات موحدة بين الدول في إطار مجموعة العشرين من اجل الوصول إلى تحقيق الحلول المطلوبة في هذا المجال." 
 
مؤشر خطير
ومن جانبها، أكدت د. هبة القدسي – مديرة مكتب صحيفة الشرق الأوسط في واشنطن، على أن العالم  في خضم أزمة عالمية بتفشي وباء كورونا ، لافتة :" تأتي هذه القمة لمناقشة قضايا هامة تتعلق بالصحة وبوضع خطة عالمية لمجابهة الوباء وأيضا لإنعاش الاقتصاد الذي تراجع بأكثر من 4.5% وهذا مؤشر خطير.
 
مستطردة :" كما سيتم مناقشة كيف يمكن تجميد مدفوعات خدمة الدين للدول النامية، وأيضا إعادة هيكلة هذا الدين فيما بعد، لافتة :"وكانت حذرت الأمم المتحدة بأن العالم على شفى أزمة اقتصادية خطيرة وأزمة جوع ، وان دول ستسقط وتتعرض لانهيار مالي، وهي  الدول النامية والهشة الاقتصادية جراء الوباء.
 
موضحة :" لذلك هذه القمة لها أهمية كبيرة للتصدي للازمة، ونجحت بالفعل في رصد 11 تريليون دولار لمكافحة الوباء ومحاولة إنعاش الاقتصاد، والتوصل للقاح يشفي من الفيروس من الأخبار المبشرة، وهناك قضية هامة تتعلق بعدالة توزيع اللقاحات وقدرة الدول الفقيرة في الحصول عليه، وهو ما ستناقشه القمة أيضا.

غاب الدور الأمريكي 
وشدد الخبير الاقتصادي احمد ياسين، على وجود تداعيات اقتصادية سلبية وخطيرة فرضها انتشار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي، لافتا :" غاب الدور الأمريكي عن الأزمة، ومن القمة، والذي كان يتصدى للازمات في الماضي.
 
مستطردا :" وهناك حالة من التضارب واضحة جدا حول ذلك، مشيرا :" كون أمريكا تواجه اضطرابات داخلية بخصوص الانتخابات فترامب يرفض الاعتراف بفوز الديمقراطي جو بايدن، ما يزيد من تعقيد الموقف الأمريكي وغيابه عن المحافل الدولية."  
 
لافتا :" ما يلفت الانتباه هو ان انعقاد مجموعة العشرين سوف يعزز دور الاقتصادات الصاعدة بشكل قوي وواضح."