لاقت قصة الطفلة "نور"، سائقة التوكتوك، التي تذهب إلى مدرستها في الصباح لتلقي تعليمها بالمرحلة الإعدادية، وتعود للعمل ليلًا لمعاونة أسرتها، صدى كبيرا واهتماما واسعا من جانب المسئولين بمحافظة الشرقية، وعلى رأسهم المحافظ الدكتور ممدوح غراب، عقب تداول صور لها وهي تقود دراجتها البخارية (التوك توك) للعمل، في محاولة منها لمساعدة أسرتها على تحمل أعباء الحياة بمركز ومدينة فاقوس.

 
تقول دعاء شحاتة، والدة الطفلة، إن ابنتها تبلغ من العمر 13 عامًا، وبدأت تقود التوكتوك منذ 3 سنوات بعد مرض والدها وعدم استطاعته قيادة الدراجة البخارية أو تحمل المطبات التي يلقاها أثناء قيادته.
 
وأوضحت الأم، في تصريحات لـ"الشروق"، أن نور هي الابنة الوسطى بين أشقائها سنًا؛ إذ لديها شقيقيتين أكبر منها، إحداهما مخطوبة، والتي تليها في المرحلة الثانوية الصناعية لعدم قدرتها على إلحاقها بالثانوية العامة لضيق ذات اليد وصعوبة الظروف، فضلًا عن إصابتها ببتر إصبع قدمها الأيمن في حادث، ثم تأتي "نور" في الترتيب الثالث بين أشقائها، وهي طالبة بالمرحلة الإعدادية، ولها ولدين أشقاء أصغر منها، "محمد" 4 سنوات، و"أحمد" سنتان، والاثنين يعانيان من مشاكل صحية لإصابتهما بحساسية على الصدر، فضلًا عن الأب، الذي كان يعمل بمهنة طلاء السيارات، لكنه أصيب في حادث بغضروف في الفقرتين الثانية والثالثة، جعله قعيد الفراش لا يقوى على العمل وبحاجة دائمة لجهاز تنفس اصطناعي.
 
وأشارت الأم إلى أنها حاولت العمل في المنازل وكانت تصطحب معها ابنتها "نور"، لكن مع تبدل الظروف اضطرت الطفلة لتعلم قيادة التوكتوك، وكانت تذهب لتوصيل جيرانها وتعود معهم، على أن ترافقها الأم حال كان الجيران يذهبون إلى مشوار بعيد ولا يعودون معها.
 
وتداول عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي صورًا للطفلة وهي تقود التوكتوك، قبل أن تلقى الصور رد فعل كبير من جانب الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، الذي أصدر قرارًا بتوفير وإقامة كُشك لأسرة الطفلة؛ لمساعدتها على تحمل نفقات المعيشة ومواجهة أعباء الحياة.
 
وأوضح محافظ الشرقية أن إقامة كشك لأسرة الطفلة مراعاة لظروفهم الصعبة وتلبية كل احتياجاتهم وتقديم مساعدات مادية وعينية لإعانتهم، ومنعًا لعمل الطفلة وقيادة التوكتوك مرة أخرى.
 
وبدأت الأجهزة التنفيذية بمركز ومدينة فاقوس، في تنفيذ قرار المحافظ، وذلك بإحضار الأدوات اللازمة والبدء في تنفيذ وإقامة الكشك المُخصص لأسرة الطفلة، وذلك بأحد الأماكن القريبة من منزل الأسرة، فيما استقبل رئيس المدينة الطفلة ووالدتها قبل الشروع في تجهيز الكشك وطلائه وتزويده بكل السلع والبضائع اللازمة، فضلًا عن الانتهاء من استصدار التراخيص اللازمة لذلك.